فلسطين تتلوى بين جدارين والمبرر ضمان امن المواطنين الاسرائيليين ?

في تشرين الثاني من عام 2000م أقر رئيس وزراء حكومة \"إسرائيل\" ايهود باراك خطة لإنشاء جدار عازل في القسم الشمالي والأوسط من الضفة الغربية بحجة منع مرور المركبات، وفي عهد أريئيل شارون قامت حكومة \"إسرائيل\" عام 2002م بالشروع في بناء جدار فاصل لعزل الأراضي الفلسطينية، والمبرر كان ضمان أمن المواطنين الإسرائيليين في خضم الأحداث والعمليات الاستشهادية التي شهدتها انتفاضة الأقصى.


استغلت إسرائيل الخلافات الفلسطينية التي بدأت تتعمق وتزداد حدة ما بين حركتي فتح وحماس عام 2006، فقامت الحكومة الإسرائيلية بإقرار مسار معدل للجدار، مثبتة بذلك أن مبرراتها في بناء الجدار واهية وأن الجدار ما هو إلا وسيلة للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وأنه يأتي في سياق السياسة الصهيونية التوسعية والديمغرافية والتطهير العرقي في المنطقة.

ما زال الانقسام هو سيد الموقف في فلسطين، وما زالت إسرائيل تستغل هذه النقطة، فالجدار المُزعم إنهاء بناؤه في العام 2010، ما زال يخضع لتعديل في المسارات عاماً بعد عام، حتى وصلنا عام 2016، وما زالت أعمال المصادرة وتجريف الأراضي مستمرة في سبيل استكمال بناء الجدار

الفاصل في الضفة الغربية بشكل يشمل كل الكتل الاستيطانية الكبرى، ولكن لا أحد يعرف ما سيكون شكل هذه الكتل الاستيطانية في المستقبل؟ حيث أن الاستيطان في فلسطين يجري بسرعة الضوء.

في كل عام تحتفل ألمانيا والعالم بأسره بذكرى سقوط جدار برلين، دون أن تُذكر كلمة واحدة بحق الجدار المبني في فلسطين. وكانت ميركل وزيرة خارجية ألمانيا قد وصفت برلين بأنها رمز لوحدة أوروبا. فإن كانت هذه الرمزية هي التي أسقطت جدار برلين، فإن الوحدة العربية ومن قبلها الوحدة الفلسطينية هي السلاح الأقوى لهدم الجدار الصهيوني اللعين الذي مزق فلسطين والعالم العربي بأسره.

جدار الفصل يجعل حياة الفلسطينيين أكثر بؤساً، ولكن الخلافات الفلسطينية تجعل المستوطنة الإسرائيلية أكبر حجماً، فبؤس الفلسطينيين الأكبر هو من صنع أيديهم.

لقد مزق الاحتلال الصهيوني أوصال المدن والقرى الفلسطينية، بحيث تم فرض مشهد جديد على أرض الواقع.. مشهد يحطم كل معالم ومقومات الدولة الفلسطينية القادمة. كل هذا وما زالت الخلافات الفلسطينية جارية.. خلافات وانقسامات لم تقم سوى باغتيال الغد الفلسطيني.

فلسطين اليوم تتلوى ما بين جدارين: جدار اسرائيلي يتمثل في المشروع الصهيوني العنصري، وآخر فلسطيني يتمثل في الخلافات الفلسطينية الممزقة للجسد الفلسطيني.

فلسطين بحاجة إلى متابعة المقاومة بكافة الوسائل التي يتفق عليها الجميع، فمقاومة بلا وحدة كالضرب في الميت، وترحيل المصالحة الفلسطينية إلى القمة العربية لن يتممها، لأن الدول العربية بحاجة إلى مصالحة فيما بينها أصلاً.

الجسد الفلسطيني ما زال يعاني إصابات بالغة، ولن يتشافى إلا بسماع ألحان النشيد الوطني الفلسطيني الأصلي الذي نعرفه ولا نعرف غيره.

سماء فلسطين لنا وأرض فلسطين لنا ، ولكن كيف يرحل المحتل منها ما دمنا نحن لسنا لنا !!!.

يقولون \"النقاش مع الجهلاء كالرسم على الماء.. مهما أبدعت فلن يحدث شيء\" ... فكم أتمنى أن لا تكونوا جهلاء!!!.


مشاركة الكاتب / فادي قدري أبوبكر

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم