
ايهما افضل.. الوضع قبل ام بعد التغيير؟ انقسم الناس في عالمنا العربي وقبلهم في العراق في الاجابة عن سؤال المفاضلة هذا؛ هل ان وضع البلدان التي حصل فيها التغيير افضل قبل التغير ام بعده، ولعل السبب الرئيس وراء هذا السؤال هو الفشل الذريع الذي حازت عليه البلدان التي حصل فيها التغيير والاحباط الذي تلبس في نفوس شعوبها،
اذ كانت تمني نفسها بالخروج من سندان الظلم والفساد والانظمة العفنة واذا بها تجد نفسها تحت مطرقة الارهاب والفساد الذي فاق كل التصورات والحدود حتى صارت تلك البلدان تتذيل بل وتتنافس على تذيل قائمة الفساد في العالم.
ولعل الاجابة بافضلية احد هذين الوضعين اقصد وضع قبل التغير وما بعده ينطوي مغالطة كبير وسوء تقدير للوضع اذ ان ما يجري بعد التغيير ان هو الا امتداد لما قبله من خراب ودمار وفساد وسوء ادارة وفشل في التخطيط وغرقها في دوامة الفوضى والصراع من اجل النفوذ والمكاسب غير ان السلطة فيما سبق كانت محصورة في فئة قليلة تستحوذ عليها اما الان فان الاطراف التي تتصارع على مكاسب السلطة ونفوذها صار عددها اكثر مع صعود القوى الدينية.
هذا هو الشق الاول في الاجابة عن سؤال المفاضلة الذي تم طرحه في بداية الموضوع. اما الشق الثاني في الاجابة عن هذا السؤال وهو الشق الاهم: ان اي نموذج للحكم اي كان نوعه وشكله ولونه وانى كان وقته قبل او بعد التغير لا يقدم نموذج للدولة المدنية ودولة المؤسسات التي يسود فيها القانون ويخضع له الجميع دون استثناء هو فاشل فاشل فاشل.. وهنا تكون الاجابة عن سؤال المفاضلة الذي تاه الكثيرة في دوامته.
مشاركة الكاتب / formulaimage26