الرئيس الأسد: «أنا أحمي سورية وليس الكرسي » ؟

« ممر الدعمّ اللوجيستي الإنساني، بين تركيا وحلب، مهدد بالغزو من قوات النظام بدعم من الطائرات الروسية». قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، أمام مؤتمر المانحين في لندن، قبل أيام من استقباله المستشارة الألمانية في أنقرة، حيث "شعرتْ بالفزع"، من القصف الروسي، واللاجئين المحتشدين على الحدود التركية، بينما كان أوغلو يقاسمها الفزع على "ممره الإنساني" المهدد. المتحدث باسم هيئة الرياض للمفاوضات، رياض نعسان آغا، شعر أيضاُ بالفزع من تصريحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، على هامش مؤتمر المانحين في لندن، عن أشهر ثلاثة من الجحيم، ستقتلع "المعارضة السورية"، التي حمّلها مسؤولية فشل محادثات جنيف الأخيرة. مع هذه الأجواء المسكونة بالفزع، تداعت المجموعة الدولية لدعم سوريا لعقد مؤتمرها في مدينة ميونخ الألمانية، على ايقاع استغاثات الإرهاب الدولي من "ممر أوغلو الإنساني".


بعد خمس ساعات، خرجت «المجموعة الدولية لدعم سوريا» ببيان ميونخ. تحدث البيان عن وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، ووقف «الأعمال العدائية» من قبل كل الأطراف ما عدا "داعش" و"جبهة النصرة" وكل المجموعات المصنفة من قبل مجلس الأمن على أنها منظمات إرهابية, وأكدّ البيان على ضرورة إشراك الأطراف كلها في المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، والالتزام الصارم بقرار مجلس الأمن الدولي 2254، وأن قرار مستقبل سورية يعود للشعب السوري.

« لدينا كلمات على ورق، لكنّ الاختبار الحقيقي مرتبط باحترام هذه الوعود، وتحويل الكلمات إلى أفعال على الأرض». قال جون كيري، في المؤتمر الصحفي، بعد أن وجه اتهاما إلى "نظام الأسد" الذي "انتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي من خلال سياسة التجويع والقصف", و"عزز من قصفه في حلب، وقتل المدنيين، وأرغم ستين ألفا من السوريين لينزحوا باتجاه الحدود التركية". بعيدا عن النفاق والكذب الأميركي حول "سياسة التجويع والقصف العشوائي"، فإن الدولة التي لا تستطيع أن تعيش دون حروب مشتعلة، والتي لم يبق مكان في العالم، لم تصله نيرانهم وقصفهم. الولايات المتحدة، التي تحاصر الشعب السوري اقتصاديا، وتدعم كل التنظيمات الإرهابية التي تقتله وتشرده، لا يمكنها أن تتحدث عن حقوق إنسان أو قانون دولي. وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أكدّ على ضرورة احترام الإلتزامات وتطبيقها على الأرض، مذكرا كيري بقرارت الأمم المتحدة التي تطالب بوقف تدفق الإرهابيين إلى سوريا ووقف دعمهم والتجارة النفطية معهم. بينما كان دي مستورا يخبرنا بأن رسائل السوريين تدفقت إليه مع بداية محادثات جنيف، وكانت تطالبه بتحقيق أمرين: المساعدات الإنسانية ووقف القصف، وأن هذه المرحلة هي مرحلة اختبار، "فالسوريين يريدون النتيجة وليس استنساخ لمؤتمرات فاشلة". بالتأكيد لن تقرأ ضمن رسائل المندوب الأممي، كلاما عن حالة هلع دولي، من اقتراب استعادة المناطق التي تسيطر عليها المجموعات الإرهابية في حلب إلى الدولة السورية، وأن اقدام الجيش العري السوري التي تكاد تلامس الحدود التركية، هي التي دفعته إلى النحيب، كما يليق بممثل أممي مؤتمن على "مصالح المجتمع الدولي".

« كلما نجح الأسد في استعادة أراضيه من "المعارضة"، ينجح أيضا في توليد الإرهابيين الذين يهددون المنطقة». قال جون كيري، ردا على سؤال «نيويورك تايمز»، بعد أن أقرّ بالتقدم الكبير لـ "نظام الأسد" وحلفائه في حلب، معتبرا أن ذلك لا يعني نهاية الحرب. بينما كان لافروف يعيد التأكيد على حقيقة ما يجري في حلب، بأنه تحرير للأراضي المحتلة من الإرهابيين، مؤكدا للصحيفة الأميركية، استمرار العمليات الجوية الروسية ضد داعش والنصرة وبقية التنظيمات الإرهابية، وعدم اكتراث روسيا بالحرب الدعائية والإعلامية التي تعمل على تشويه الحقائق والوقائع، وأن مشكلة الإرهاب مشكلة وجودية، تلحق الضرر بالحضارة الإنسانية.

وزير الخارجية الأميركي، أعلنّ بأنّه لا سلام في سوريا بوجود الرئيس الأسد، وأنّه يعتقد أن الدول والمجموعات الإرهابية لن توقف قتالها بدون وجود عملية انتقالية، تسمح للسوريين بتقرير مصيرهم دون قسر أو ارغام. أما وزير الخارجية الوهابي، عادل الجبير، فقال بأنه « لا يمكن هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" إلا إذا أزيح الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة ». بينما كان رياض حجاب، يعلن رفضه لوقف إطلاق النار طالما بقي الرئيس الأسد في السلطة, لكنّه مستعد " لهدنة مؤقتة شرط موافقة الفصائل على الأرض".

كيري، لم يجد في دعمه مع أتباعه وحلفائه، لكل إرهاب العالم، في حربهم ضد الشعب السوري، أو تهديدات "المجتمع الدولي" بالحرب على الدولة والشعب السوريين، ومآسي الحصار الإقتصادي ، شكلا من القسر والإرغام على "تقرير المصير". أما الوهابي الجبير، فإن نباحه لن يغير من المعادلة شيئا، كما هو شأن حاجب التنظيمات الإرهابية والناطق الشرعي باسمها، حجاب المملكة الوهابية.

في مقابلته الأخيرة مع وكالة الصحافة الفرنسية، قال الرئيس الأسد بأن المعركة الأساسية هي «قطع الطريق بين حلب وتركيا»، لأن تركيا هي الطريق الأساسي للإمداد بالنسبة للإرهابيين. عن التهديدات التركية و السعودية بالتدخل العسكري البري في سوريا، فقال أن التدخل يعتبر مستبعدا منطقيا، لكن وجود أشخاص غير عاقلين في قيادة تلك الدول، يجعلنا لا نستبعد احتمال ذلك. أما عن بقائه رئيسا لسوريا، فقال بأن ذلك مرتبط بالرغبة الشخصية، ورغبة الشعب، وأنه من المبكر الحديث عن هذه النقطة، فما زال أمامنا سنوات للانتخابات القادمة.

« كيف سيكتبكم التاريخ؟». تسأل وكالة الصحافة الفرنسية. يقول الرئيس الأسد: «هذا يتعلّق بمن سيكتب التاريخ. إذا كان الغرب، فسيصفني بكلّ الأوصاف السيّئة، المهم كيف أفكر أنا. بكلّ تأكيد أن أسعى، وهو ماأقوم به الآن، لأن أحمي سورية، وليس لأحمي الكرسي الذي أجلس عليه».

بقلم الكاتب/ م. سامر عبد الكريم منصور

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم