اسألوا البحر .... أين رسالتي ؟

الواقع قد يكون أغرب من الخيال و قصة أهل غزة ليست من حكاوي .. " كان يا ما كان " ؟ أكثر من عشر سنوات و رسالتهم التي استودعوها أمواج بحر غزة لم تصل" للضمير العالمي " ! مكتوب فيها و للتاريخ سؤال واحد و تحمل توقيع مليوني إنسان : بأي ذنب نحرم من الحرية والحياة و نكبل في أكبر سجن عرفه التاريخ ؟!


أما حان الوقت لكسر الحصار و رفع الظلم ؟ لم يعد بالإمكان أن يحتمل أهلنا في غزة من شتى صنوف المعاناة أكثر مما كان ! استجداء الضمير العالمي و الرهان على سفن الحرية لم يعد بنتيجة تذكر و لابد من أخذ زمام المبادرة وفرض الحل على أجندة المجتمع الدولي الذي لا يعترف بالضعفاء وهذا لا يتأتي إلا بتغيير نمط التفكير وتحويل نقطة الضعف إلى قوة هادرة و أن يصبح الحصار مكلفا للدول الغربية والمتواطئة حتى يصلوا مجبرين لقناعة بأنه لم يعد مقبولا السكوت على ممارسات الاحتلال و السماح باستمرار سياسة فرض الأمر الواقع لأنها ضد الإنسانية والمواثيق الدولية ولن تكسر إرادة الشعوب لأنها من إرادة الله وسوف تنتصر في النهاية !

لا يكفي فقط في المجتمع الدولي أن يكون معك الحق فلن يجدي نفعا إن لم تطالب به وتستطيع فرضه بالقوة !

إسرائيل ومن ورائها أقاموا حساباتهم الواهية على أن القطاع مستكين و متقبل طالما صامتا ! بل ويمكن أن يتكيف و يتعايش مع الأكثر مما هو قائم وهو القادم والأسوأ الذي تجري الترتيبات له الآن لتصفية القضية الفلسطينية بذل عزيز وبعز ذليل وتواطؤ العدو مع الشقيق !

أين مبادرات شعب الجبارين من المرابطين والمرابطات ؟

ماذا يمكن خسارته إذا خرج القطاع في تظاهرة مليونية بطول شاطئ غزة لترى شعوب العالم الذي يدعي الحرية معاناة مئات الآلاف من الأطفال والشيوخ والنساء والمرضى على يد حكامهم ؟ لماذا لا نفضح قادة الدول الغربية أمام شعوبهم ؟! الرهان على الأحرار من الشعوب سيقلب المعادلة و هذا ما يتحاشونه و إذا خرج أهلنا في غزة كل جمعة للمطالبة بحقوقهم سوف يحرجون هؤلاء القادة و الزعماء و يضعونهم تحت ضغط كبير وفي مواجهة أسئلة أكبر عند أول استحقاق انتخابي ؟!

أهل غزة لن يقفوا مكتوفي الأيدي لأنهم أصحاب قضية عادلة و لهم كل الحق في نيل حريتهم وتقرير مصيرهم بحسب القرارات الدولية و الأهم أنهم ليسوا أصحاب قضية مطلبية يمكن حلها بالمساعدات الإنسانية كما يراد تقزيم نضالهم و الاستخفاف بتضحياتهم في أكبر عملية تزوير للواقع و تغييب للوعي لكن هيهات منهم الذلة والخنوع.

أعلن أردوغان أنه سيغض الطرف عن الهجرة غير الشرعية ردا على بلطجة البرلمان الأوربي وتوصيته بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوربي ؟! و بالمقارنه فإن وضع أهلنا في فلسطين أسوأ بكثير فلا نضيع الفرصة لكسر الحصار والظروف مهيأة أكثر من أي وقت مضى لفرض الحل على قائمة أولويات ما يعرف بالمجتمع الدولي .

يجب أن تصل الرسالة قوية واضحة و مفادها أن استمرار هذا الحصار ليس من مصلحة أوروبا و الاستمرار في غض الطرف سوف يشجع على الهجرة غير الشرعية و يجبر مئات الألاف من الشعب الفلسطيني على ركوب البحر بحثا عن الأمل المفقود .

مشاركة الكاتب / هيثم صوان

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم