
نعى قادة العالم زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو، الذي أسس دولة شيوعية على أعتاب الولايات المتحدة. وفاته -كما كانت حياته- قسمت الرأي العام، ففيما أشاد البعض بشخصيته التاريخية، احتفل آخرون بموت "الطاغية".
فيما اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن "التاريخ سيحكم على التأثير الهائل" لأبي الثورة الكوبية فيدل كاسترو الذي توفي مساء الجمعة، على كوبا والعالم، معربا عن "صداقته للشعب الكوبي". وأكد أوباما، الذي أنجز مع الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، شقيق الزعيم الراحل، التقارب التاريخي وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين العدوين السابقين إبان الحرب الباردة، أن ادارته "بذلت جهدا كبيرا" لطي صفحة "الخلافات السياسية العميقة" التي استمرت أكثر من نصف قرن. وقال الرئيس الاميركي، الذي يغادر البيت الابيض في 20 كانون الثاني/يناير 2017، بعدما بدأ في 17 كانون الاول/ديسمبر 2014 تقاربا غير مسبوق بين واشنطن وهافانا، إن "التاريخ سيحكم على التأثير الهائل لهذه الشخصية الفريدة على الشعب (الكوبي) والعالم حوله". وفتح كل من البلدين سفارته لدى البلد الآخر في صيف 2015.
أما الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، فقد اختلف عن سلفه أوباما، وقال إن الإرث الذي خلفه الزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو هو عبارة عن "فرق الإعدام والسرقة، والمعاناة التي لا يمكن تصورها، والفقر، والحرمان من حقوق الإنسان الأساسية".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "رجل الدولة المميز يعتبر بحق رمزا لحقبة في التاريخ الحديث للعالم"، مضيفا أن كاسترو "كان صديقا وفيا لروسيا يمكنها الاعتماد عليه". من جانبه قال ميخائيل غورباتشوف، آخر زعيم للاتحاد السوفيتي الذي كان لفترة طويلة سندا اقتصاديا وسياسيا لكوبا، إن كاسترو ترك بصمة دائمة في تاريخ بلاده والعالم. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن غورباتشوف قوله "دعم فيدل بلاده في وقت الحصار الأمريكي الشرس وفي وقت من الضغوط الكبيرة عليه." وأضاف "قاد بلاده من الحصار إلى طريق الاكتفاء الذاتي والتنمية المستقلة."
من جهته، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في رسالة بثها التلفزيون السبت "لقد فقد الشعب الصيني رفيقا صالحا ووفيا (...) الرفيق كاسترو سيبقى خالدا".
كما وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس كاسترو بأنه كان "مدافعا صلبا عن قضايا وطنه وشعبه، وعن قضايا الحق والعدل في العالم".
أما الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند فقال إن كاسترو "جسد الثورة الكوبية من خلال الآمال التي أثارها ومن ثم في خيبات الأمل التي كان هو سببها".
وأضاف ان كاسترو الذي "لعب دورا في الحرب الباردة، عرف كيف يكون فخرا بالنسبة للكوبيين برفضه الهيمنة الاجنبية". ودعا أولاند إلى رفع الحظر عن كوبا بشكل نهائي.
وفي اوتاوا، عبر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن "الحزن" لوفاة "صديق قديم" لبلاده وعائلته. كما علق رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي على وفاة كاسترو قائلا إنه كان "واحدا من الشخصيات الأكثر رمزية في القرن العشرين".
و قال رئيس الوزراء الإسباني المحافظ ماريانو راخوي إن للزعيم الكوبي "مكانة تاريخية" مشيرا في بيان إلى تأثيره على كوبا و "نفوذه الواسع" في المنطقة.
من جهته، أعاد رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس بث تغريدة لحزبه اليساري على تويتر جاء فيها "وداعا أيها القائد حتى انتصار الشعوب"، مشيرا إلى أن "التاريخ يقف إلى جانب فيدل كاسترو".
واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن كاسترو "كان شخصية فريدة، حارب ضد الاستعمار والاستغلال" مضيفا "كان مثالا للنضال من أجل استقلال الشعوب المضطهدة"، وفقا لوكالة فارس للأنباء. واعتبر رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال أن "صفحة مهمة في التاريخ السياسي العالمي انطوت" موضحا أن هذا "يضع حدا للحرب الباردة التي قسمت حتى السكان في القرن الماضي".
إلى ذلك، قال روبرت فيكو رئيس الوزراء السلوفاكي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي إن "كوبا لم تهدد أحدا قط، ولا تريد سوى أن تحيا بطريقتها الخاصة. كثيرون اولئك الذين كرهوها ولا يزالون بسبب شجاعتها". وقال رئيس الفيليبين رودريغو روترتي إن كاسترو "انتفض ضد الغرب والامبريالية". وأشادت سلطات النيبال ب"نزاهة" كاسترو ووصفته بأنه "بطل قضايا الشعوب". ورأت وكالة الأنباء الفيتنامية أن كاسترو كان "قائدا عظيما" و"مرآة مشرقة للاستقلال والحركات الثورية في دول اميركا اللاتينية والعالم".
وأشاد رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوكا أيضا بالزعيم الكوبي وشكره على دعمه ومساندته في الصراع من أجل القضاء على نظام الفصل العنصري في بلاده. وقال زوما في بيان "كان الرئيس كاسترو معنيا بصراعنا ضد الفصل العنصري. ألهم الشعب الكوبي لينضم إلينا في نضالنا ضد الفصل العنصري."
موت "طاغية" سبب متاعب لواشنطن
على النقيض من ذلك، كان رد فعل كوبيين مقيمين في الولايات المتحدة لاذعا كما رحب البعض بوفاته. وفي ميامي وفي المنطقة المحيطة بمطعم فرساي حيث يعيش الكثير من المنفيين والفارين من الثورة الكوبية خرج الناس إلى الشوارع في سيارتهم في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت للاحتفال بوفاة كاسترو. ولوح المئات بالأعلام وأخذوا يقرعون القدور وهم يحملون المظلات لحمايتهم من الأمطار. وقالت إيلينا روس ليتينين الكوبية الأمريكية من ميامي وعضو الكونجرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري في بيان "مات طاغية لتبزغ شمس فجر جديد على آخر معقل للشيوعية في نصف الكرة الغربي."
أما وسائل الإعلام الاميركية فكتبت إنه كان "مصدر متاعب" لـ11 رئيسا أميركيا و"كاد أن يدفع العالم إلى حرب نووية"، بحسب "نيويورك تايمز" في حين اعتبرته "لوس انجليس تايمز" أنه كان "رمزا ثوريا" ونددت "واشنطن بوست" بممارسته "القمع".

؟ كاسترو أكثر شخصية تعرضت لمحاولات اغتيال !!
تسلط وسائل الإعلام المزيد من الضوء على حياة فيديل كاسترو الزعيم الكوبي الراحل الذي دخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية عام 2011 من حيث عدد محاولات الاغتيال التي تعرض لها خلال حكمه.
وتعرض كاسترو لـ638 محاولة اغتيال في الفترة التي سبقت عام 2006 عندما نقل صلاحياته الرئاسية لأخيه راؤول كاسترو.
وأشارت البيانات إلى أن وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" كانت في أغلب الأحيان الجهة المدبرة لهذه المحاولات، واستندت موسوعة "غينيس" الى وثائق "سي آي إيه" في منح فيدل كاسترو لقب "الشخص الذي تعرض الى أكبر عدد من محاولات الاغتيال في العالم".
واعتبرت غينيس أن خطط اغتيال كاسترو كانت كثيرة إلا أنها فشلت جميعها، كما تنوعت وسائل محاولات قتله من "استخدام القناصة مرورا بالمتفجرات وسيجارة مسممة إلى العبوة الناسفة التي وضعت داخل كرة بيسبول".
وبدأ تدبير محاولات اغتيال كاسترو على الفور بعد انتصار الثورة الكوبية المسلحة عام 1959، ويرى فابيان ايسكالانتي الجنرال المتقاعد الذي كان رئيسا للقوات الخاصة في كوبا لسنوات طويلة، أن حياة فيديل كاسترو تعرضت لأكبر خطر عام 1963.

؟ أغرب 5 محاولات لاغتيال فيديل كاسترو!!
أكد رئيس الحرس الشخصي للزعيم الكوبي، فيديل كاسترو أن الأخير تعرض لـ637 محاولة اغتيال منذ عام 1959
بعد فشل خطة الثورة المضادة في خليج الخنازير باشرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في 1961 بتنفيذ خطة " مانغوست" الخاصة بتغيير السلطة في كوبا. وتضمن ذلك تدمير محاصيل قصب السكر وتلغيم الموانئ الكوبية الرئيسة واغتيال قائد الثورة.
فيما يلي سنسرد عليكم أغرب محاولات اغتيال كاسترو:
-الجمال القاتل: اسمها ماريتا لورتس وهي ابنة قبطان ألماني وممثلة أمريكية. تعرف عليها كاسترو خلال زيارتها لهافانا عام 1959 وتحولت إلى عشيقته.
تمكنت الاستخبارات الأمريكية من تجنيدها لاغتياله وزودتها بحبوب سامة، ولكن كاسترو ضبطها وهي تحاول دس السم له وسامحها رغم ذلك وطردها من الجزيرة.
-السيجار المسموم في عام 1960.
في فبراير/ شباط 1960 قامت الاستخبارات الأمريكية بتحضير علبة سجائر من نوع Cohiba المفضل لدى كاسترو وعولجت بالبلوتونيوم، وهو سم قوي جدا وكان يكفي أن يلمس السيجار المسمم شفاه كاسترو للحظة واحدة فيرديه قتيلا. وخلال زيارة فيديل للأمم المتحدة في عام 1960 اكتشفت العلبة في غرفته على الطاولة ولكن الخدعة لم تنطل على الزعيم الكوبي.
- الصدفة البحرية. من الهوايات المحببة لفيديل كاسترو – الغوص في مياه البحر.

تضمنت خطة الاغتيال وضع بعض الصدف البحري الجميل( ملونة بشكل جميل لتجذب اهتمام الزعيم الكوبي) في المكان المحبب للغوص لدى كاسترو وداخل هذه الصدف متفجرات يمكن تفجيرها عن بعد. وللقيام بذلك توقفت غواصة أمريكية في مكان غير بعيد يمكنها منه متابعة ما يجري ولتفعيل القنبلة في الوقت المناسب. ولكن الخطة لم تنفذ لأن حجم القنابل في تلك الفترة كان أكبر من حجم كل الصدف البحرية المعروفة.
- بدلة الغطس الملوثة.

تمكن المحامي الأمريكي جيمس دونوفان بعد محادثات طويلة مع الحكومة من إطلاق سراح عشرات المعتقلين بعد عملية خليج الخنازير في عام 1963. وقرر المحامي تقديم هدية لفيديل كاسترو بهذه المناسبة – بزة غطس. وقامت الاستخبارات الأمريكية بمعالجتها من الداخل ببكتيريا تتسبب بمرض نادر. ولكن المحامي رفض المشاركة في اللعبة المشبوهة وفشلت المحاولة.
- القلم القاتل.
تمكنت الاستخبارات الأمريكية من تجنيد أحد رفاق كاسترو، وهو رونالدو كوبيلا وزودته بقلم مذهب تحتوي ريشته على إبرة رقيقة جدا مع سم قاتل، ولكن اغتيال الرئيس جون كيندي دفع الأمريكيين إلى إلغاء العملية.
مشاركة الكاتب / فارس عبدالله
المصادر /
ع.ج.م/ف.ي (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
maximonline.ru
وكالات روسيا اليوم
