الاسرة الحاكمة في السعودية وبسط سلطتها مستخدمة الدين للبقاء في نظام الحكم ؟

منذ فترة قصيرة نشر البروفسور حسين آسكارى ، الرجل يمارس مهنته البحثية في جامعة جورج تاون الأمريكية ، دراسة مثيرة للانتباه خلاصتها ببساطة شديدة أن السعودية تأتى في مراتب متأخرة ( 91 ) بعد …الدانمرك و لوكسمبورغ و ايرلندا في الدول الأقل التزاما بالقرآن ، في حين احتلت …ماليزيا كأول دولة مسلمة المرتبة الأولى في حين جاءت مصر في المرتبة 128 و المغرب في المرتبة 120 ، و تونس في المرتبة 72 ، يفسر الباحث حصول الدول الإسلامية على مراتب متدنية بسبب سوء الإدارة واستعمال الدين كوسيلة للوصول للسلطة و البقاء فيها وإضفاء الشرعية على نظام الحكم .


الدراسة مرعبة و مثيرة للاهتمام في نفس الوقت ، أولا لأنها نشرت على نطاق واسع في العالم و تناولتها وسائل الإعلام المتخصصة بالدراسة و التحليل نظرا لما تضمنته من معلومات غير مسبوقة و غير منتظرة لكثير من المتابعين ، و هذا في حد ذاته إثبات آخر على أن الغرب و بعد أحداث 11 سبتمبر 20س01 قد أصبح في حالة شك و يريد أن يبحث الأسباب الحقيقية و راء تلك الهجمات الإرهابية السعودية التي ضربت بقوة حليفا استراتيجيا للمملكة جعلته يفقد ثقته في هذا النظام الإرهابي الذي تحميه القواعد الأطلسية الصهيونية و تضمن بقاء عرشه رغم تصاعد الغضب الشعبي الرافض لبقاء و استمرار حكم العائلة السعودية ، ثانيا ، يثبت البحث أن المؤسسة الدينية السعودية قد “نجحت” تماما في وصم الإسلام بالإرهاب و لغة الكراهية نحو الآخر مهما كانت هوية هذا الآخر و ما يحدث في سوريا و العراق على وجه التحديد قد أضر بالصورة السمحة للإسلام كلغة بشرية متسامحة .

الدراسة مثيرة للاهتمام أيضا لأنها كشفت للعموم و على لسان باحث أكاديمي غير منحاز أو متحيز أن النظام قد ” نجح ” فعلا في تصدير مناهج تعليم الإرهاب على حساب حملات الدعوة إلى الإسلام و التبشير بهذا الدين كحل للبشرية ، و المتابع للشأن السعودي يلاحظ بعين مجردة صعود تيار الدعوة للإرهاب و ممارسة إرهاب الدولة ، و الملك السعودي نفسه شريك مباشر في الدعوة إلى تفتيت الأمة العربية سواء بالتشجيع على الاقتتال في مصر و تونس و ليبيا ، أو بتمويل الحملات الإرهابية لإسقاط و تقويض أسس دول عربية شقيقة مثل سوريا و العراق تحت ستار مغشوش اسمه مساندة طموحات الشعوب العربية و الحال أن المملكة ” تعيش ” منذ سنوات العصر الجاهلي بكل عناوينه السلبية .

لماذا تأتى السعودية متأخرة في قائمة الدول الأقل التزاما بالقرآن ؟ …الجواب بسيط خاصة و أن من سمة هذا النظام هي الكذب و النفاق على الشعب السعودي و على بقية الشعوب العربية الأخرى ، فالنظام يدعى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في حين أن كل الشواهد تفيد أنه من يدعو دائما و يشجع حالة الانقسام بين السلطة و ” المعارضة” الفلسطينية إضافة إلى دعمه للرؤية الأمريكية المنحازة إلى جانب إسرائيل في كيفية حل الصراع العربي الصهيوني ، و هذا النظام نفسه هو من وقف صامتا أمام عملية قتل الزعيم ياسر عرفات بدءا بتدمير شارون لأسوار مقر الرئيس برام الله في نفس اللحظة التي كان الملك عبد الله يطرح مبادرته …للسلام و الاعتراف القذر بالدولة الإرهابية الصهيونية في قمة بيروت الشهيرة ، و هذا النظام هو من شجع الرئيس حسنى مبارك على ” قتل” شعب غزة و حصاره طيلة سنوات عديدة بحجة معاداته لحركة حماس الإرهابية .

تأتى السعودية متأخرة لان النظام قد فقد الضمير و انحاز إلى جانب الباطل بمحاولته قصم ظهر المقاومة العربية في عنوانها الوجداني و في عنوانها الحقيقي المتمثل في حلف المقاومة العربية ، حزب الله – سوريا – إيران ، هنا ، يعلم المتابعون أن هذا النظام قد فعل كل “المسموح به ” و غير المسموح به لإسقاط حزب الله بالذات في فترة العدوان الصهيوني سيف تموز 2006 ، في الحالة السورية ، كما في الحالة العراقية ، سخر النظام كل قدراته المادية و البشرية و الإعلامية و كل علاقاته الدولية لإسقاط النظام السوري من جهة و معاقبة الشعب العراقي بصرف النظر عن النظام الحاكم في العراق ، و لأنه يريد ” الاستحواذ” على القرار المصري حتى لا تذهب “أفكار” الثورة بعيدا بمصر عن الحليف الأمريكي الصهيوني فقد خاتل الملك الرئيس المنتخب و أهان الشعب المصري بتوزيع بعض عوائد النفط على الخزانة المصرية مستغلا حالة الإنهاك الاقتصادي المصرية بعد مرور جحافل حكم الإخوان الذين بددوا ما بقى بخزائن مبارك و أحمد عز و حسين سالم .

تأبى تعاليم القرآن إجارة قاتل ، و يأبى القرآن أن تكون الأرض السعودية الطاهرة ملاذا آمنا لكل قتلة الشعوب العربية و مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية فيها ، لكن النظام بتعليمات من إسرائيل و أمريكا جعل تلك الأرض الملاذ الوحيد في العالم للقتلة و الزناة و المفسدين في الأرض ، لذلك يعيش الرئيس بن على كما عاش الرئيس جعفر النميرى و عيدي أمين دادا في جزيرة الموز الخليجية ، في حين لا يزال أنين الجرحى و صراخ عوائل الشهداء في تونس و السودان و أوغندا يصرخون بلا مجيب ، ولان القرآن شريعة الله في الأرض فقد “تنازلت” الزمرة السعودية الحاكمة عن كل القيم لصالح موالاة النزعة الصهيونية الشريرة في العالم العربي كل ذلك باسم البراغماتية السياسية في حين أن السياسية لا يمكنها أن تكون رديفا للعمالة و خيانة قضايا الأمة العربية ، من هنا نفهم و ندرك ، أن المرتبة السعودية المتدنية هي نتاج لسياسة عمياء وضعت تعاليم القرآن جانيا و ذهبت إلى تنفيذ بروتوكولات حكماء صهيون.

مشاركة الكاتب / عبدالجليل صادق
المصدر / بانوراما الشرق الاوسط

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم