لقد عرفت اخيرا دولة مصر من اين تأكل كتف السعودية , فمصر كانت متشككة في بعض قراراتها التي اتخذتها ضد السعودية , ولكنها في الحقيقة اتت بنتيجة . وهي ان السعودية تقلق دائما فيمن يتحداها , وتضطر الى ذلك الى التنازل عن العديد عن الاشياء كونها هي المحتاجه للطرف الاخر من الحوار , وهذا ما قامت به دولة مصر واعلامها , 


وهذا مافعلته مصر وبالتحديد السيسي واعلامه , ففي كل مناسبة يتعمد الاعلام المصري احراج السعودية سوى كانت في المحافل المحلية او الدولية وللاسف لم يستطع اي احد من الاعلاميين السعوديين مجاراة الاعلام المصري , ماعدا قلة منهم لحفظ ماء الوجه السعودي , حتى ان بعضهم منع من الكتابة وكل ذلك من اجل السيسي حتى لا يتجراء احد من الاعلام السعودي بأنتقاد مصر او رئيسها , بل ان الاعلام المصري لم يكتفي باحراج السعودية في تلك المحافل بل بالعكس اضطر حتى في الدخول في مشاكل المواطن السعودي ,


 

فقد اصبح مادة دسمة للاعلام المصري وكل هذا بمباركة ابن سلمان , فقد اركع ابن سلمان جل خدماته تحت ارجل السيسي واعلامه , ويعلم الله ليست نكاية بهذا الشعب او كذبة حتى اقوم بتبهيرها وانما هي حقيقة تستطيع اكتشافها في جميع القنوات والسوشل ميديا واليوتيوب , فبعد ان كانت السعودية تجلجل مصر ومن يعونه , الان كل هذا اصبح من الماضي , فمصر عرفت ماذا تقوم به تجاه السعودية .

وهذا ما كتب في بعض الصحف العالمية فقد عمل التحالف بين مصر والسعودية لعدة عقود كمحور موالي للنظام الجيوسياسي الغربي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومنذ السبعينات، بفعل المصالح المشتركة والمخاوف من التهديدات المشتركة، تشكّلت العلاقات القوية بين البلد العربية الأكبر من حيث عدد السكان والدولة العربية صاحبة الثروة الأكبر.

واعتادت مصر، التي تواجه تحديات أمنية وسياسية واقتصادية كبيرة في الآونة الأخيرة، الاعتماد على المساعدات المالية القادمة من المملكة الغنية بالنفط. واعتمد السعوديون على مصر كقوة عسكرية كبيرة وذات خبرة لمساعدتها في مواجهة تهديدات طموحات التوسع الإيراني في المنطقة.

ومع ذلك، تدهورت العلاقات بين الرياض والقاهرة في الآونة الأخيرة. وفي أكتوبر/ تشرين الأول، وقفت مصر إلى جانب روسيا بالتصويت لصالح قرارها في مجلس الأمن بخصوص سوريا، وهو ما جاء ضد التوجه السعودي، والذي اعتبرته الرياض خيانة. ووصف مبعوث الرياض بمجلس الأمن، «عبد الله المعلمي»، تصويت مصر بـ «المؤلم». وبعد أيام قليلة فقط من هذا الأمر، أوقفت أرامكو السعودية شحنات للنفط كانت ترسلها شهريًا إلى مصر، الدولة التي تعاني حاليًا من أزمة في الطاقة.

التحولات الاستراتيجية !

وتختفي تحت سطح هذه القرارات غير المسبوقة، تجري العديد من التطورات في العلاقات بين البلدين. فلم تعد أيًا من الدولتين تنظر إلى القضايا الإقليمية بنفس وجهة النظر مثلما كان الأمر في أثناء وجود «مبارك» ونظيره الملك «عبد الله» في الحكم. وجاء الدعم السعودي لنظام ما بعد «مرسي» في مصر عام 2013 بشكل كبير لأنّ سلف الملك «سلمان»، كان يريد مواجهة كل من طهران وجماعة الإخوان المسلمين معًا. لكنّ الملك «سلمان» وفريقه ينظران للأمر بشكل مختلف، وكما قال أحد المسؤولين السعوديين، فجماعة الإخوان المسلمين «حليف طبيعي» في مواجهة طهران. في نفس الوقت لا ينظر نظام «السيسي» إلى طهران كتهديد إقليمي بنفس القدر من الأهمية في دول الخليج، ولا يفضل معاداتها كما كان يفعل مبارك، ولكنّه يفضل مواجهة خصومه السياسيين المباشرين في الداخل مثل جماعة الإخوان المسلمين، بل إنّ بعض التحليلات تتحدّث عن وجود مصلحة للسيسي في إقامة علاقات جيدة مع طهران.

وفي 23 سبتمبر/ أيلول، اجتمع وزراء خارجية مصر وإيران في نيويورك على هامش اجتماع الأمم المتحدة لمناقشة الصراع السوري. وبعد أسبوع، ذهب «ياسر عثمان»، رئيس مكتب رعاية المصالح المصرية، إلى طهران وتقابل مع «حسين أمير عبداللهيان»، مستشار الشؤون الدولية الخاصة برئيس مجلس الشورى الإسلامي، والذي أشاد بالدور «البناء» للقاهرة في سوريا.

وفي وقت لاحق، أمّنت طهران مكانًا لمصر في محادثات لوزان التي كانت تناقش قضايا العراق وسوريا، وأصرّت طهران على حضور مصر لإحداث توازن مع وجود تركيا وقطر والسعودية في الجانب الآخر من المحادثات.

وفي وقت آخر، وقّعت مصر اتفاقية لشراء النفط والغاز من العراق، وقيل أنّ ذلك تم برعاية طهران، التي أصبحت تسيطر بشكل ما على حكومة بغداد. وتوجهت مصر لشراء مماثل من أذربيجان أيضًا، الأمر الذي يشير إلى رغبة القاهرة في الاعتماد في شراء احتياجاتها من الطاقة على الدول خارج دول مجلس التعاون الخليجي، في الوقت الذي انخفض فيه إنتاج الطاقة في مصر مع زيادة الطلب على الاستهلاك.

وتلعب روسيا دورًا هامًا في المناورة الجيوسياسية التي تقوم بها مصر وهو ما أزعج المملكة. وقد تقارب «السيسي» مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في السنوات الأخيرة بشكل كبير. ووقعت مصر عام 2014 اتفاقية شراء سلاح من روسيا بقيمة 3.5 مليار دولار، كما اتفقا فيما بعد على بناء محطة نووية في مصر بقرض قيمته 25 مليار دولار. كما تلاقت المصالح المصرية في سوريا مع وجهة النظر الروسية بشكل كبير، حيث يفضّل «السيسي» بقاء «الأسد» في السلطة، ويرى أنّ خصوم «الأسد» لم يعد لهم فرصة في الفوز بأية مكاسب. لكنّ السعودية ترى أنّ بقاء «الأسد» يعزز من قوة طهران ونفوذها في المنطقة.

وكانت حرب اليمن نقطة خلاف أخرى ساهمت في تدهور العلاقات، بعدما تردد «السيسي» في الموافقة على إرسال قوات برية للمشاركة في الحملة العسكرية بقيادة السعودية على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. وغضب السعوديون في مارس/ آذار الماضي، عندما قرأ «السيسي» رسالة صاغها الرئيس الروسي تدعو لحل الأزمة في اليمن «بدون تدخل خارجي» خلال قمة للدول العربية. كما سمحت القاهرة بإقامة معرض للحوثيين يعرض صورًا لضحايا الحملة العسكرية التي تقودها السعودية. وكل ذلك قد زاد من التوترات بين البلدين.


 

وقد أثار «السيسي» غضب السعوديين بعدم رغبته السير على خطى السياسة الخارجية للمملكة، وتحوله في نفس الوقت بشكل أكثر قربًا للمحور الذي يضم موسكو وطهران ودمشق وبغداد. وقد تجاهلت مصر الصراعات الخارجية، وركزت على مواجهة المتطرفين على حدودها الشرقية والغربية في سيناء وبالقرب من ليبيا، لتجد نفسها في موائمة مع القوة الروسية- الإيرانية الناشئة، والتي تعيد تشكيل النظام الجيوسياسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وعلى الرغم من أنّ السعوديون كانوا قادرين على استغلال عائدات النفط في ضمان التأثير على القاهرة، فمقامرة «السيسي» الخطرة تدل على أنّ السعودية غير قادرة أن تشتري الولاء في كل مرة. وفي نفس الوقت الذي ترى القاهرة أنّ جبهة المملكة مستمرة في الضعف، فإنّ جبهة روسيا- إيران يصبح لها اليد العليا شيئًا فشيئًا في جميع السيناريوهات الإقليمية. وهذا بمثابة حافز قوي للقاهرة للوصول إلى كل من طهران وموسكو.

وبجهوده في تعميق العلاقات مع الدول غير العربية، أرسل «السيسي» رسالة إلى الرياض مفادها أنّ تحالف القاهرة مع الرياض يمكن الاستغناء عنه، وأنّ مصر لديها من الخيارات الأخرى إذا ما قرر السعوديون الحد من دعم بلاده.

السياسات الداخلية لمصر !

رغم أن الكثير من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، وعلى الرغم من مواجهة مصر لأزمات اقتصادية وسياسية، لا يزال قطاع كبير من المجتمع المصري يهتم بأمور مثل السيادة اهتمامًا كبيرًا. وتسببت زيارة للملك «سلمان» التي تقرر فيها حصول المملكة على جزيرتين بالبحر الأحمر، في ضجة كبيرة داخل المجتمع المصري، لكنّ المحكمة كانت قد أوقفت نقل الملكية على أي حال.

وكان الزعيم «جمال عبد الناصر» يغذي المجتمع المصري بأفكار القومية العربية ويصف السعودية والوهابية السنية بـ «التخلف» و«الرجعية» ووصف حكام الخليج بأنهم «دمى» في يد القوى الغربية. لكنّ «السادات» قد تحول عن معسكر الكرملين والاشتراكية ليتقارب مع الولايات المتحدة والسعودية في فترته الرئاسية (1970–1981). لكنّ فكر «ناصر» لا يزال متغلغلًا في جزء كبير من المجتمع المصري، لاسيما الدوائر العلمانية والقومية. وتقديم «السيسي» لنفسه في صورة المحيي للماضي المجيد لعبد الناصر، من الممكن أن يكون بوليصة تأمين بقائه في السلطة.

وفي أغسطس/ آب، رعت مصر والإمارات وروسيا مؤتمرًا إسلاميًا في غروزني، عاصمة الشيشان. دعا المؤتمر العديد من المؤسسات والأفراد الإسلاميين، لكنّه لم يدعو أحدًا من السعودية. وكان السؤال الرئيسي للمؤتمر يدور حول تعريف «أهل السنّة»، والذي خلص في النهاية لجعل المرجع لذلك جامعة الأزهر في مصر، وجامعة الزيتونة في تونس، دون أن يشمل أي مؤسسة سعودية. بالإضافة لذلك، خلص المؤتمر إلى رفض «الوهابية» وإخراجها من «أهل السنّة والجماعة»، الأمر الذي أثار غضب السعوديين كثيرًا، حيث وصف أحد كتابها المؤتمر، بـ «الحرب الفكرية الجديدة على المملكة».

مستقبل العلاقات المصرية السعودية !

منذ انقلاب 3 يوليو/ تموز عام 2013، قدمت السعودية وباقي دول مجلس التعاون الخليجي دعمًا هائلًا للسيسي قدر بعشرات المليارات من الدولارات، في صورة مساعدات وقروض. لكنّ «السيسي» الذي أكّد للملك سلمان في مارس/ آذار، أنّ أمن دول الخليج بالنسبة للقاهرة «خط أحمر»، لم يفِ بأي من وعوده أو شعاراته، وقد أغضب العديد من المسؤولين في المملكة برفضه السير على خطى السياسة الخارجية للمملكة في سوريا واليمن.

وتأتي التوترات المصرية السعودية في وقت صعب بالنسبة للمملكة. فقد اضطرت الرياض لحزمة من الإجراءات التقشفية لمعالجة العجز في الميزانية الناتج عن انهيار أسعار النفط، والحرب المكلفة في اليمن، وفشل السعودية في الإطاحة بالرئيس السوري «بشار الأسد». وسقوط مصر من المدار الجيوسياسي للمملكة يثبت فشلًا استراتيجيًا آخر للرياض. ومع تحول السعودية لتنويع الاقتصاد والتوجه إلى عصر من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في إطار مشروع رؤية 2030، فإن الأمر الذي يتطلب مستوى كبير من الاستثمارات المحلية والأجنبية. يرسل السعوديون رسالة إلى «السيسي» مفادها أنّ المملكة الغنية بالنفط لن تقبل مجددًا أن تعامل من قبل القاهرة كآلة صرف آلي، وأنّ جيوب السعوديين عميقة، ولكن للأمر حدود.

ومع خيبة أمل السعوديين وشعورهم بالإهانة، إلّا أنّهم ببساطة قد استثمروا أكثر من اللازم في «السيسي» لدعم استقرار مصر. فالجيش المصري الذي يحارب «الدولة الإسلامية» في سيناء، يؤمن في نفس الوقت البحر الأحمر المجاور للسعودية. ودائمًا ما كانت هناك أولوية للسعودية ودول الخليج بتأمين إمدادات الغذاء عبر البحر الأحمر وقناة السويس، وهو ما يجعل الدعم الخليجي لمصر أمرًا تقليديًا.

وربما يكون إدراك «السيسي» لمدى حاجة دول الخليج لبلاده، جعله يقدم على هذه المقامرة الجريئة بالتقرب لأعداء المملكة، لاسيما إيران، وهو يعرف أنّ العلاقة المصرية السعودية لا مفرّ منها. ويرجع إحباط المملكة الأكبر من «السيسي» بسبب عدم قدرته على إحداث الاستقرار السياسي والاقتصادي بمصر، حيث يمثل الاستقرار بمصر أولوية قصوى للمملكة ودول الخليج، ويمثّل هاجس حدوث احتجاجات واسعة أخرى مثل عام 2011 أسوأ كوابيس المملكة.

وبالنظر إلى أنّ كلًا من الرياض والقاهرة لا تستطيع أى منهما الاستغناء عن الأخرى تمامًا، فإن زواج مصر والسعودية ليس في مرحلة الطلاق. لكن نظرًا لاختلاف طريقة كل منهما في النظر للتطورات الحادثة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإنّ الزواج المصري السعودي على صار على المحك.

مشاركة الكاتب / حسين العبدالله
المصدر | لوبيلوج

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم