يوم الخميس الماضي، انتخب صادق خان رئيسا لبلدية لندن، مرشحا عن حزب العمال المعارض، وهو مسلم وابن مهاجر باكستاني، ما أسفر عن ردود أفعال كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن خلال رمز "London has fallen" (" سقطت لندن")، في إشارة إلى فيلم رعب أمريكي صدر هذه السنة تحت نفس العنوان، نشر مناهضوه إشاعات ورسالات معادية للإسلام، وذلك لرفضهم وجود مسلم على رأس بلدية لندن. فكانت ردة فعل أنصار خان أن سخروا من هوس هؤلاء "المغردين "بهوية صادق خان، مشيرين بأنهم غالبا أعضاء أو قريبون من حركات اليمين المتطرف المعادي للإسلام في إنجلترا.
هل صادق خان رئيس بلدية المسلمين ؟
قام عدد من المغردين بترويج إشاعات غريبة، مثل هذا الفيديو الذي أسند إلى "حزب العمال الإسلامي" وهو "حزب" اخترعه هؤلاء على منوال حزب العمال البريطاني. ويظهر الفيديو جزءا من خطاب لصادق خان أمام مسجد، ذكر خلاله بثراء وتنوع الجالية المسلمة "التي تعيش بسلام وتنتمي إلى النسيج المجتمعي". بيد أنه تم تعديل الفيديو لجعل صادق خان يقول إنه لن يكون رئيس بلدية جميع اللندنيين بل أساسا وقبل كل شيء رئيس "جاليته" المسلمة !
Ominous @Ominous_1
#LondonHasFallen A Muslim's only allegiance is to Islam. It can never be to a non-Muslim state or non-Muslim people.
"الجالية المسلمة ترمز إلى لندن. وأنا فخور بعقيدتي وبميراثي. وسأكون فخورا لكوني رئيسا لكامل الجالية المسلمة، وسأعمل جاهدا من أجل العرب وأصيلي جنوب آسيا والأفارقة. شكرا جزيلا، السلام عليكم."
طبعا، هذا الخطاب بعيد كل البعد عن الخطاب الأصلي الذي نطق به صادق خان والذي نشر على قناة اليوتيوب الخاصة به.
وقد نشر البعض الآخر تغريدات على تويتر تتحدث عن تفضيل مزعوم للمسلمين من طرف صادق خان.
"لندنستان"، عاصمة إنجلترا "المتأسلمة" ؟
وقد نشر البعض الآخر تغريدات على تويتر تعبر عن قلق عدد من الإنجليز من خطر أسلمة العاصمة البريطانية. فأحدهم أكد على موقع تويتر أن المار من بعض الأحياء الشعبية والتي يسكنها المهاجرون مثل وايت تشابل قد لا يخال نفسه في لندن، كما أراد أن يبرز ذلك من خلال فيديو يظهر العديد من النساء المحجبات في هذا الحي، وكأن الهوية البريطانية تقتصر على الملابس.
Spectator @unspectateur
Walking through Whitechapel, East London.
"هذه هي وايت تشابل، شرق لندن اليوم. وكأنني أتمشى في بلاد إسلامية"
أما آخر، فقد أعلن أن جزءا من هوية إنجلترا تم بتره. فبعد أن خسرت بريطانيا مستعمراتها بعد موجات الاستقلال، ها هي تفقد كذلك عاصمتها.
"اليزابث الثانية لم تنجح فقط في فقدان الامبراطورية [الاستعمارية] بل أيضا في فقدان عاصمتها.
"أنصار خان يردون بطرافة أمام هذه الهجمات المتطرفة، قرر أنصار رئيس البلدية الجديد الإجابة بطرافة. إليكم نبذة من تغريداتهم :
حتى الملكة تحجبت !
هل ستكون ملكة بريطانيا أول امرأة يفرض عليها ارتداء الحجاب بعد انتخاب خان رئيسا لبلدية لندن ؟ طبعا لا، فقط كانت تلبس وشاحا على هذه الصورة التي التقطت سنة 2011 خلال عرض خيول ويندسور. وقد كان الوشاح حول رقبتها، فالمعروف عن ملكة بريطانيا أنها تحب هذه الاكسسوارات وحتفظ بعدد كبير منها.
"أقل من يوم مضى [عن انتخاب خان] وهاهي الملكة ترتدي الحجاب. "لندن مدينة عالمية ومتعددة الثقافات .
هذا المغرد ذكر بأن لندن، على غرار رئيسها، مدينة غنية بجميع ثقافات العالم وهو لا يمكن أن يكون إلا مؤشر خير.
أغرد من خلاف هاتف ياباني، وأنا أتناول وجبة هندية، في إحدى المدن الأكثر تنوعا في العالم يا #أغبياء. سقوط كرسي !
أما آخر، فقد سخر من الذين أطلقوا رمز "سقطت لندن" ومن معاداتهم للإسلام. ففي الفيلم الأمريكي الذي يحمل هذا العنوان، يجتمع كبار رؤساء العالم خلال مراسم دفن ويموتون جميعا بسبب هجوم إرهابي، ولا يبقى سوى الرئيس الأمريكي وعناصر مخابراته لإنقاذ الإنسانية. بيد أن هذا السيناريو بعيد كل البعد عن واقع لندن حيث لم يسقط سوى… كرسي.
"يا إلهي !
"المهاجرون يجتاحون إنجلترا !
وأخيرا، سخر هذا المغرد من خوف "الاجتياح" من طرف المهاجرين الذي يذكر بالأفلام التي تتحدث عن اجتياح رجال الفضاء (مثل فيلم "هجوم المريخ" للمخرج تيم بورتون).
"أنا بصدد إلهاء الكفار بينما يقوم صديقي أبو بجلب المزيد من المسلمين للبلاد .
أما صدق خان، فقد كان شديد الوعي بالمخاوف التي أسفر عنها انتخابه، فلم ينس أن يذكر خلال إدلائه القسم بأنه سيكون رئيس جميع اللندنيين دون استثناء.
“" الإدلاء بالقسم شرف عظيم لي. سأكون رئيس جميع اللندنيين."
”تنتشر حركات اليمين المتطرف والمعادية للإسلام في إنجلترا، مثل " بيغيدا"، وهي النسخة البريطانية من منظمة متطرفة ألمانية، أو "The Infidels " المناهضة للهجرة وتعدد الثقافات. وتتهم هذه الحركات المهاجرين بكونهم يعملون من أجل " أسلمة" الغرب. وكدليل على الشعبية التي تحظى بها هذه الحركات، فإن صفحة حركة "British first " المتطرفة والمعادية للإسلام تحظى بأكثر من مليون "أعجبني" على موقع الفيسبوك.
حررت هذه المقالة بالتعاون مع @!
Dorothée Myriam kellou ,journaliste rédacteur arabophone تويتر
