لماذا اطلق لقب الفايروس على مرشح امريكا ترامب ؟

عندما تؤجج الغضب وازدراء مؤسساتك الوطنية عاما بعد عام تفسح المجال آجلا أو عاجلا لحلول كارثة من مثل دونالد ترامب.


وعندما ترى الأشياء من كندا حيث رئيس الحكومة منفتح إلى آخر درجات الانفتاح على الحركات النسوية والمثليين، تعتقد خطأ، أننا بمنأى عن مثل تلك الظاهرة. ولكن يجب ألا ننسى أن رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر استعمل الاستراتيجيات الانتخابية المستوحاة من الجمهوريين الأميركيين في سعيه لإعادة انتخابه. ولنتذكر الدعايات السلبية ضد جوستان ترودو واستغلال مسألة النقاب لزرع التفرقة. لكن كل ذلك لا يوازي شيئا إذا ما قارناه بدونالد ترامب، يقول باتريك دوكيت. فالملياردير الأميركي يلوث أمام أعيننا المذهولة، وبصورة راديكالية البيئة الديموقراطية في الولايات المتحدة دون أن يضر ذلك بحظوظه بالفوز بالترشح عن الحزب الجمهوري.

فهو يشتم خصومه بطريقة مهينة ويكرر مواقفه العنصرية ويلعن وسائل الإعلام ويحط من المستوى الفكري للجدل السياسي في الولايات المتحدة ومع ذلك يصفق له مؤيدوه بحرارة ويطالبونه بالمزيد.

وعندما أعلن أن بإمكانه إطلاق النار على شخص ما في شوارع نيويورك دون أن يخسر صوتا واحدا من أصوات مؤيديه، اعتبر المعلقون أن حياته السياسية انتهت لكنه مع ذلك حصل على تأييد غالبية الولايات يوم الثلثاء الفائت.

ويتساءل باتريك دوكيت: كيف تمكن هذا الملياردير المغرور والعنصري والشعبوي من تحقيق هذا الصعود الصاعق في قلب أكبر ديموقراطية في العالم؟

السبب يعود إلى امتعاض الناخبين من الخطاب السياسي التقليدي واللسان الخشبي للسياسيين التقليديين ولاعتقادهم أن ترامب يقول الأشياء كما هي حتى لو أن ما يقوله أو يعد به غير قابل للتحقق من مثل الجدار الذي يعتزم بناءه بين الولايات المتحدة والمكسيك للحد من الهجرة غير الشرعية.

فالبنسبة لمؤيديه المهم ليس أن يقول بطلهم الحقيقة ، إنما المهم هو تحديه للمؤسسات القائمة أو ما يسمى "بالإستابليشمنت".

إن ترامب هو مثل فيروس يلوث القارة الأميركية، وكندا مهددة بالعدوى.

إن الديموقراطية تقوم على مجموعة لامتناهية من الأمور الصغيرة التي نعتبر أنها مكتسبة وكلما غرق سياسي ما أو معلق ما أو ناشط سياسي في الشعبوية أو الديماغوجية، كلما ساهم في تآكل تلك الأمور التي تجعل منا حضارة قائمة. وسيأتي يوم يتحول فيه هذا التآكل البطيء إلى انهيار أرضي عظيم يخلص باتريك دوكيت تعليقه في صحيفة لو دروا الصادرة في العاصمة أوتاوا.

مشاركة الكاتب / بيار احمراني
راديو كندا الدولي – صحيفة لو دروا


نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم