
تحت جنح الظلام، حطت الطائرة في مطار بن غوريون منهية "عملية سرية ومعقدة"،خرج منها 19 شخصا يرتدون ملابسهم التقليدية اليمنية ويتحدثون لغة عربية، كانت في انتظارهم حافلات أقلتهم إلى مركز للمهاجرين في بئر السبع جنوب إسرائيل.
هذه الدفعة ليست سوى حلقة ضمن مسلسل طويل بدأ سنة 1949. فقد تم نقل آلاف اليهود من اليمن إلى إسرائيل، بينما أصر قلة منهم على البقاء في وطنهم.
يقول أحد الواصلين ويدعى سليمان الداهري "الوضعية هناك مزيج بين الخوف والفقر. الحالة الاقتصادية سيئة. أشعر بالارتياح هنا في إسرائيل".
وحسب توضيح منشور على موقع الوكالة اليهودية شبه الحكومية والمسؤولة عن تنسيق هجرة اليهود إلى إسرائيل، فقد قادت الفدراليات اليهودية في أميركا الشمالية، بالتعاون مع الوكالة وشركاء في الخارج، "جهدا إنسانيا كبيرا لتقديم المساعدة من أجل انقاذ بعض من آخر المتبقين من اليهود في اليمن وإيوائهم في الولايات المتحدة أو إسرائيل".
ويوضح المصدر ذاته أنه "تم تشجيع يهود اليمن على التوجه إلى إسرائيل، غير أن بعضهم فضل الولايات المتحدة نظرا لوجود أقارب له هناك".
ويشكل وصول 19 يهوديا يمنيا إلى إسرائيل "نهاية الجهود المنظمة لنقل اليهود إلى إسرائيل"، حسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية. من تاريخ يهود اليمن تشير بعض التقديرات إلى أن وجود اليهود في اليمن يعود إلى 2300 سنة، يتركز معظمهم في العاصمة صنعاء.
وحسب الوكالة اليهودية، فقد تناقصت أعداد اليهود من المئات إلى العشرات في السنوات الأخيرة. ومنذ قيام إسرائيل، تم نقل حوالي 51 ألف يهودي من اليمن إلى الأراضي الإسرائيلية، في إطار عملية "بساط الريح" التي قادتها الوكالة.
وتشير معلومات منشورة في وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن أعداد يهود اليمن كانت في حدود 51 ألف يهودي إبان قيام دولة إسرائيل سنة 1948.
ما مصير المتبقين في اليمن؟
من بين 51 ألف يهودي يمني، أصر 50 فقط على البقاء في اليمن رغم "التهديدات" المحدقة بهم، حسب وسائل إعلام إسرائيلية. ويقيم المتبقون، ومعظمهم في العاصمة صنعاء، في مجمع سكني مغلق بالقرب من مقر السفارة الأميركية.
ويتمتع المتبقون بحماية أمنية، وتقول مصادر إعلامية في إسرائيل إن الوكالة اليهودية بودّها أن تساعد في نقلهم إلى إسرائيل. وإلى جانب من يتمسكون بالبقاء في اليمن، فإن أحد الواصلين مؤخرا إلى إسرائيل أكد أنه سيعود في زيارات إلى اليمن "لأنني وعائلتي نحب البلد".
مشاركة الكاتب / ياسر بيله
المصدر / راديو سوا