تعرف على اسباب انقلاب الجنرالات الفاشل في تركيا وماذا قدم الشعب لحكومته ؟

نقلت بعض الصحف التركية إفادة أحد الطيارين الذين شاركوا في محاولة الهجوم على الفندق الذي كان يتواجد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مرمريس، أثناء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في 15 تموز/ يوليو الجاري.



وقال الطيار داود أوتشوم، في إفادته التي ترجمتها "عربي21"، إنه يعتقد أن "من خطط لهذا الحراك الجوي هو قائد مدرسة الجيش الجوية في أنقرة، اللواء أنسال جوشكون"، مشيرا إلى أنه "صعد كطيار ثانٍ على متن مروحية من نوع سكورسكاي، برفقة الطيار علي أكتورك الذي قاد المروحية".

وروى الطيار في إفادته التي أدلى بها لمحكمة الصلح الثانية في محافظة موغلا التركية، علاقته بمنظمة فتح الله غولن، حيث قال: "كان منتسبو منظمة فتح الله غولن يحضرونني إلى منازلهم بذريعة أنهم يريدون تدريسي، وذلك في المرحلة الإعدادية في تشوروم، وهكذا تعرفت عليهم، لكن بعد دخولي الثانوية العسكرية في مالتيبيه؛ لم ألتق بمنسوبي المنظمة أبدا، لكنهم كانوا يحاولون الوصول إليّ في كل مرة، ومع ذلك لم يحصل أنْ قابلتهم أو اجتمعت بهم طيلة فترة دراستي في المدرسة العسكرية".



وتابع: "بعد تخرجي؛ شعرت بأنهم يتقربون مني في كل مرة ألتقي بهم صدفة، لكنني لم أعرهم أي اهتمام، ولذلك لم يكن لي أي ارتباطات تنظيمية بهم".

تعرف على اسباب انقلاب الجنرالات الفاشل في تركيا وماذا قدم الشعب لحكومته ؟

وأضاف أوتشوم أن "منظمة غولن تعمل من خلال انتقاء الطلاب في الإعدادية، وتبدأ معهم كما بدأوا معي، ثم يواصلون علاقتهم بهؤلاء الأشخاص حتى يصلوا الى مراتب في الجيش"، وقال: "لا علم لي بطريقة تواصلهم فيما بينهم، لكني أستطيع تخمين أنهم يتواصلون فيما بينهم بطريقة ما".

وفي إفادته؛ قال الطيار أوتشوم: "أخبرني العقيد علي أكتورك بأن هناك عملية مهمة خلال الأيام القادمة، وأنه لا يملك معلومات حولها، وطلب مني أن لا أخبر أحدا بذلك، وأنا اعتقدت أنها تتعلق بالأمن الداخلي".



وتابع: "تلقيت اتصالا من رقم غريب، وإذا به قائد كتيبة في القوات الخاصة يُدعى شوكرو سيمان، وأنا أعرفه، لكنه اتصل من رقم آخر، وقال لي بأنه في الغد سنخرج لمهمة، وأنني سأخرج مع مجموعته، وأخبرني بمعلومات حول عنواني وزوجتي، وفهمت أنها تحمل تهديدات، وقلت له: أنا لم أهرب من أي مهمة في السابق حتى تتحدث معي بهذه الطريقة".

تعرف على اسباب انقلاب الجنرالات الفاشل في تركيا وماذا قدم الشعب لحكومته ؟

وأضاف أن "سيمان لم يشرح لي تفاصيل هذه المهمة، لكنه قال بأن التعليمات ستأتي من رئاسة الأركان، وحال ورودها سيخبرني، وأنا فهمت من كلامه أنه يعلم تفاصيل العملية"، مشيرا إلى أن سيمان "نزل في مطار تشيغلي العسكري الساعة الـ11 مساء، في 15 يوليو/ تموز".

وأكمل أوتشوم: "بعد ذلك صعدنا في طائرة مروحية، وصعدت مجموعة أخرى مع شوكرو سيمان في طائرتين مروحتين من نوع كوغار، وعندما وصلت إحداثيات المنطقة التي سنذهب إليها؛ فهمت أننا متوجهون إلى مرمريس. وأثناء تحليقنا؛ كانت مروحيتنا تحلق أعلى من المروحيتين، حينها رأيت مروحية أردوغان تبدأ بالإقلاع، ولم يلاحظ أحدٌ غيري هذا الأمر، وأنا لم أشارك هذه المعلومة مع أحد".



وأردف: "في تلك الأثناء؛ بدأت الشكوك تراودني، وبعد ذلك هبطت المروحية في مكان داخل المدينة بحسب الإحداثيات التي أرسلوها لنا، ونزلت المجموعة التي يرأسها شوكرو سيمان، حيث كانت مجموعة مجهزة تماما، ومموهة، ولا تحمل أي رتب عسكرية. وبعد نزول الجميع، أقلعت مروحيتنا مرة أخرى، ولم أرَ حتى تلك اللحظة أي اشتباك مسلح".

وتابع الطيار إفادته: "ذهبنا إلى مطار دالامان العسكري من أجل التزود بالوقود، لكننا سمعنا نداءات تقول لنا (سلموا أنفسكم)، إلا أن قائد الطائرة سارع بالإقلاع رغم قلة الوقود، وقمنا بالهبوط في إحدى الأراضي. وفي تمام الساعة الثالثة فجرا؛ سمعنا إطلاق نار نحونا، كان من أحد العاملين، ومروحيتنا لم تكن تملك أي سلاح ثقيل، واتصل بنا سيمان وأصر علينا بضرورة العودة، ووسط إطلاق النار الكثيف؛ أقلعنا وذهبنا مرة أخرى".

وقال أوتشوم: "لم نستطع الهبوط وسط إطلاق النار الكثيف نحونا، وأعتقد أن سيمان عندما أدرك بأننا لن نستطيع الهبوط؛ أطلق هو الآخر النار علينا، وابتعدنا وذهبنا إلى مطار إمصك العسكري، وهبطنا فيه، ورغم إصراري؛ لم يطفئ علي أكتورك محرّك المروحية، وجاء إلينا مسؤول المطار وهو يبكي ويقول لنا: (ماذا فعلتم؟ لعنة الله عليكم)، وصرخت أنا به: (والله لا أعلم شيئا، هم أقحمونا في هذه العملية وأنا لا أعلم عنها شيئا.. عديمو الشرف)".

تعرف على اسباب انقلاب الجنرالات الفاشل في تركيا وماذا قدم الشعب لحكومته ؟

محلل سياسي : السيسي أفشل الانقلاب في تركيا !

قال المحلل السياسي، سمير العركي، إن تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية في مصر عقب عزل الرئيس محمد مرسي، ساهم بشكل كبير في خروج الجماهير التركية مساء الجمعة الماضية، رفضًا لمحاولة الانقلاب التي تعرضت لها البلاد.

وأوضح العركي، المقيم في اسطنبول، في مقال نشره موقع الجزيرة نت اليوم الإثنين، تحت عنوان «انقلاب تركيا الفاشل كما عايشته»، إنه بعد إذاعة البيان الأول للانقلابيين، والذي أعلن سيطرة الجيش على مقاليد الحكم وتشكيل مجلس للسلام وإعادة كتابة الدستور، أصيب المواطنون الأتراك بحالة من الذهول، دفعتهم لشراء ما يقدرون على شرائه من مواد غذائية، والتزاحم على ماكينات الصرف الآلي لسحب أموالهم، مضيفاً أن الجميع كان في حالة وجوم، تحسبًا للأيام الصعبة القادمة التي كانوا يسمعون عنها في مصر وسوريا والتي عاشوها من قبل في انقلابات سابقة.

وأضاف أن محاولة الانقلاب في تركيا، كانت على غير سابقاتها، حيث إن هذه المحاولة الفاشلة واجهت مجتمعًا مدنيًا قويًا استطاع حشد الجماهير في الشوارع بعد ظهور أردوغان.

وتابع أنه لأول مرة في تاريخ الجمهورية التركية، تعلو أصوات التكبير من المساجد، مشيرًا إلى أنها كان لها دور كبير في إلهاب مشاعر المواطنين.



وأردف أن مؤسسة الإغاثة الإنسانية آي اتش اتش، بذلت جهدًا رائعًا، حيث إنها بادرت بإرسال مئات الآلاف من الرسائل إلى عموم الشعب التركي تطالبه بالنزول والدفاع عن حريته ومستقبله، مضيفًا أن الجهد الرائع الذي قامت لهذه التحركات الشعبية السريعة والمدروسة أصابت قوات الانقلاب بحالة ارتباك دفعتهم إلى الاستسلام للجماهير الغاضبة.

كما لم يغفل الكاتب دور الرئيس رجب طيب أردوغان، قائلاً: "إن اللحظة الحاسمة التي حولت دفة الأمور تمامًا تتمثل في ظهور الرئيس رجب طيب أردوغان، عبر الهاتف في مداخلة مع قناة سي إن إن تركيا (وهي بالمناسبة إحدى قنوات مجموعة دوغان الإعلامية المعروفة بشدة عدائها لأردوغان وهجومها عليه، ما يعني أننا أمام عمل مهني من الطراز الرفيع)".

تعرف على اسباب انقلاب الجنرالات الفاشل في تركيا وماذا قدم الشعب لحكومته ؟

وتابع أن الرئيس التركي بدأ رابط الجأش غير متردد وهو يدعو شعبه للنزول إلى الشوارع ومواجهة الانقلاب وفك الحصار عن المطار وأخبرهم أنه سيكون هناك.

وأضاف العركي، أن هذه الإطلالة القصيرة لأردوغان كانت تعني الكثير للمواطن التركي بعد انتشار شائعات قبلها عن هروبه وطلبه اللجوء إلى ألمانيا، مؤكدًا أن ارتباط المواطن بأردوغان له أبعاد نفسية عميقة لا يدركها إلا من يخالط الأتراك ويستمع إليهم.

وأوضح أن أردوغان بالنسبة للأتراك، ليس مجرد رئيس وزراء أو رئيس للدولة، بل يمثل قصة كفاح خاضها معهم منذ أن كان رئيسًا لبلدية اسطنبول، وأحلام وعدهم بها حتى حققها معهم، هو واحد منهم خرج من حي قاسم باشا الفقير باسطنبول وعانى معهم الفقر حتى اضطر إلى بيع "السميط" ليساعد عائلته، مشيرًا إلى أنه لذلك عندما تحدث أزمة كبرى ينتظر الأتراك ظهور أردوغان، وهو ما حدث ليلة الانقلاب.



وقال إنه بمجرد إطلاله من نافذة "الآيفون" هرول الناس إلى الشوارع والأماكن الهامة التي سيطر عليها الانقلابيون وازدحمت طرقات اسطنبول بسيل هادر من السيارات، موضحًا أنه لهذا السبب كان حرص الانقلابيين منذ اللحظة الأولى على اعتقال أردوغان أو اغتياله في مرمريس على بحر إيجه حيث كان يقضى إجازته.

تعرف على اسباب انقلاب الجنرالات الفاشل في تركيا وماذا قدم الشعب لحكومته ؟

وأكد أن إفشال الانقلاب لم يكن إلا البداية، مضيفاً أن حملة الاعتقالات الواسعة في صفوف الجيش والقضاء تعني أن ما حدث ليلة السادس عشر من يوليو لم يكن مجرد انقلاب مثل سابقه بل كان جزءًا من مخطط أكبر وأوسع يرمي إلى تدمير الدولة التركية وإدخالها دائرة الفوضى مثل جيرانها في المنطقة ما يعني أن مواجهة المؤامرة والقضاء عليها تمامًا قد يستغرق وقتًا من الزمن.

وأردف أن الدور المحوري الذي قام به أردوغان لا يعني إغفال الدور الهام الذي قام جهاز الاستخبارات التركية بقيادة رئيسه هاكان فيدان، مضيفًا أنه طلب من أردوغان سرعة مغادرة الفندق الذي يقيم به قبل أن يتم قصفه ومحاولة اقتحامه بعدها مباشرة.



وأشار إلى أنه نظرًا لمعرفة قادة الانقلاب بعمق العلاقة بين أردوغان وفيدان فقد استهدفوا مقر الجهاز بقصف جوي مكثف ركزوا فيه على شخص فيدان، مضيفاً أنه نجا بأعجوبة ثم أصدر أوامره لمنسوبي جهازه بالقتال حتى الموت.

وقال إنه في موازاة ذلك أثبت رئيس الوزراء بن علي يلدريم نفسه كرجل دولة في سرعة الإعلان عن وجود تمرد داخل صفوف الجيش التركي، وأنه جار التعامل معها، لافتًا إلى أنه ظل محافظًا على ظهوره وتواجده حتى الصباح.

وتابع العركي أنه لا يمكن كذلك إغفال الظهور الرائع للرئيس التركي السابق عبد الله جول، ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، منددين بالانقلاب، هذا بالإضافة إلى رفض رؤساء أحزاب المعارضة الرئيسية للانقلاب.

مشاركة الناقد / عادل جليل

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم