
تتهم الإدارة الأميركية الروس بعدم الجدية في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بل على العكس فالمقاتلات الروسية تستهدف، في نظرها، المعارضة السورية المعتدلة بهدف تقوية نظام بشار الأسد.
وقال مسؤول أمريكي كبير، السبت، إن الثلث فقط من الضربات الجوية الروسية، في سورية، يستهدف تنظيم داعش وإن هجماتها غير الدقيقة تجبر السكان على الفرار مما يفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا. وصباح الثلاثاء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن روسيا تسعى إلى تهيئة الساحة لخلق "دويلة" سورية حول محافظة اللاذقية.
ونشرت وكالة الأناضول التركية، بدورها، حصيلة التدخل الروسي في سورية، قائلة "100 يوم مضت على مشاركة روسيا في الحرب الدائرة بسورية تحت ذريعة الحرب على تنظيم داعش، لم تقهر خلالها التنظيم، بل أوقفت تقدم المعارضة السورية في جبهات عدة".
من تقصف روسيا؟
وصرح المسؤول الأميركي للصحافيين، في العاصمة البلجيكية بروكسل، أن نحو 70 في المئة من جملة خمسة آلاف ضربة جوية نفذتها روسيا منذ بدء حملتها في سورية في 30 أيلول / سبتمبر، استهدفت جماعات معارضة للرئيس بشار الأسد، ولم تكن دعما لجهود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ويقول عمال إنقاذ وجماعات حقوقية إن القصف الروسي في سورية قتل عشرات المدنيين في أسواق مزدحمة ومناطق سكنية، وهو الأمر الذي تنفيه روسيا. وحين بدأ الكرملين ضرباته الجوية قال إنه يريد مساعدة بشار الأسد، حليفه الرئيسي في الشرق الأوسط، وهزيمة تنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتشددة.
وقال المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم نشر اسمه، "لسنا مقتنعين بنوايا الروس".
وأضاف "لفترة، كانت هجمات قليلة جدا تستهدف داعش. وبعد الكثير من الإدانات العلنية، وجهوا عددا من الضربات إلى داعش". وذكر المسؤول الأميركي أن روسيا تستخدم عددا من الذخائر دقيقة التوجيه أقل مما تستخدمه الولايات المتحدة وحلفاؤها. ومضى يقول "الضربات الروسية غير الدقيقة تثير قلقي بشدة، لأنني أعتقد أن هناك علاقة غير مباشرة لهذا بتدفق اللاجئين".
وأضاف "لا يقتصر الأمر على الضغط الذي يقع على حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وإنما التكلفة الإنسانية أيضا".
الروس ينفون !
من جهة أخرى، قالت منظمة العفو الدولية الشهر الماضي إن موسكو تنتهك القانون الإنساني. وتقدر المنظمة أن ما لا يقل عن 200 مدني قتلوا في ضربات جوية روسية بين 30 أيلول/ سبتمبر و29 تشرين الثاني/ نوفمبر. وأجبرت الحرب السورية، التي بدأت في 2011، نحو 4.4 مليون سوري على اللجوء لدول الجوار.
وتنفي وزارة الدفاع الروسية مرارا استهداف المدنيين، قائلة إنها تتوخى الحذر الشديد تفاديا لقصف مناطق سكنية.
وفي مؤتمر صحافي، قبل أسبوعين، أعلنت هيئة الأركان الروسية أن الطيران الروسي نفذ أكثر من خمسة آلاف طلعة جوية، قصفت مواقع للإرهابيين منذ انطلاق العمليات العسكرية الروسية في سورية، في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر 2015. وتقول موسكو إنها تستهدف الإرهابيين، بمن فيهم فصائل لا يعتبرها التحالف الدولي بقيادة واشنطن إرهابية.
وقال رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي، في المؤتمر الصحافي "نفذ سلاح الجو الروسي، منذ 30 أيلول/ سبتمبر، 5240 طلعة قتالية في سورية، من بينها 145 طلعة نفذتها حاملات صواريخ استراتيجية وقاذفات بعيدة المدى".
مشاركة الكاتب / اشرف فهمي
المصدر: وكالات