لماذا تمددت داعش ولازالت تتمدد حكايةٌ بدئت ولا أحد يعلم كيف ومتى ستنتهي ؟

داعش وما أدراك ماداعش ،حكايةٌ بدئت ولا أحد يعلم كيف ومتى ستنتهي ،فهي كما يقال كانت سابقاً تعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام ، ثم تحولت لسبب أو لأخر إلى مسماها الحالي الشهيره( بداعش ) إكتسب الداعشيون شهرةً واسعةً بعد أن دخلوا إلى قلب الصراع الدموي الدائر في سوريا :خاصةً بعد فك الإرتباط بينهم وبين جبهة النصرة حتى أضحى أخوة السلاح من الفصلين بالأمس أشد الأعداء فيما بينهم اليوم .


وُجِهَت إلى داعش ألف تهمةٍ وتهمه أخطرها واكثرها إنتشاراً أنها صنيعة نظام المالكي في بداية تكوينها ومن ثم سلاح ذو فعاليةِ كبرى بيد بشار الأسد ونظامه القمعي الدموي ولازالت داعش مرتعاً خصباً للإشاعات والأقاويل التي تتحدث عن صانعيها والمستفيدون من وجودها سواءً أكانوا غربيين أو عرباً .

وصلت داعش إلى قمة وهجها عندما سقطت الموصل بين عشيةٍ وضحاها رغم وجود أكثر من مائةٍ وخمسين ألف عسكري عراقي من عسكر المالكي مابين قوات نخبه وقوات الجبش وقوات أمنيه تابعه للشرطة الإتحادية والمحلية في الموصل بينما بنوداعش لايتجاوز عددهم في العراق بأكمله قبل سقوط الموصل لايتجاوز الألف وخمسمائة مقاتل إلى الثلاثة ألاف إن بالغنا في العدد وليس العدّة .

لماذا تمددت داعش ولازالت تتمدد حكايةٌ بدئت ولا أحد يعلم كيف ومتى ستنتهي ؟

أصبحت داعش محط أنظار العالم والعنوان الرئيس للنشرات الإخبارية على أهم القنوات الإخبارية في العالم الغربي والعربي :تمددت داخل بلاد الرافدين إلى أن وصل بها الأمر تنصيب خليفةً للمسلمين من أرض العراق وتحديداً الموصل ،فقد خرج الخليفة الداعشي أبوبكر البغدادي ليعتلي منبر احد مساجد الموصل في يوم جمعةٍ فخطب في الناس خطبةً لاتشبه أيِّ من الخطب بدئها بذكر الله عز وجل ثم الصلاة والسلام على الرسول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ثم تخيّل أو خُيَِل إليه أنه أبوبكر ٍ الصديق رضي الله عنه (أقصد الصديق وليس البغدادي( فأخذ خطبة الصديق أو لنقل لبَ تلك الخطبة ليعلن نفسه خليفة المسلمين في هذا الزمان وأنه وُلّيَ أمر المسلمين وليس بأفضلهم وكان المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إختاروه وإصطفوه من بين عباد الله في الأرض وأوكلوا أمر الأمّة له دون سائر الخلق لأنهم رأو فيه سمات الولي الصالح الذي سنهض بالامة وتجتمع عليه العباد ويصلح به أمر البلاد .

ماأود الوصول إليه في هذا الموضوع وإيصاله للقاريء الكريم هو أن داعش التي تيضوي تحت لوائها أطيافاً من البشر عرباً وغير عرب من أهل الدين الإسلامي أصبحت بكل أسف وأسى هي الملاذ والملجاء لكل مطلوب أمني أومرتزق صاحب غايه أو قاتل مهووس بالدم أومغررٍ به متدّين لكنّه جاهل بأمور دينه خاصةً مايخص الجهاد هذا في بداية الأمر لكن الأدهى والأمر هو أن داعش أصبحت لها حاضنةَ في كل بلد عربي لدى العاطلين والمشردين ومغتصبي الحقوق وكارهي الطبقيّة المجتمعية المتأصلة في البلاد العربية والحانقين على حكامهم وحكوماتهم مما يجعل خطر داعش متواجد في كل دولةٍ عربية،لأن المؤسف حقاً أن حكومات الدول العربية فاسده في غالبيتها إن لم تكن جميعها دون إستثناء ،

لماذا تمددت داعش ولازالت تتمدد حكايةٌ بدئت ولا أحد يعلم كيف ومتى ستنتهي ؟

وعلى كافة الأصعدة والمستويات إقتصادياً وإجتماعياً وحتى دينياً فأصبحت المجتمعات العربيه قسمان لاثالث لهما إما مترف متنعم وإما فقيرُ معدم حتى في أغنى البلاد العربية ذات الثروات الهائلة ولا أتحدث عن بلدٍ معين او حكومةٍ معينه، هذا التقسيم المؤسف أدى إلى تزاوج مدمر بين أصحاب الثروة وأصحاب المناصب ضحيته في المقام الأول والأخر هم أصحاب الحال المستورة من بسطاء الوطن العربي لا الميسورون فأنتج هذا التزاوج حالات قمع أمني وفساد قضائي تبطش يداهما بالبسطاء ولاتصل في بطشها إلى أصحاب المناصب أو أهل الثراء مما وَلّد حالة إحتقان كبرى في الشارع العربي وأضحى الشباب العربى يحمل في داخله بركان غضب متنامي تجاه حكومات بلدانهم لذا أضحت داعش وأخواتها في القتل والترويع والتدمير هي المتنفس للكثير من الشباب العربي الحانق والحاقد على تلك الحكومات ومن سنحت له فرصة الهرب وتجاوز الحدود للوصول إلى داعش ليكون داعشياً خالصاً فلن يفوّتها على نفسه أبدا،ليس حباً في داعش وإنما كرهاَ بحكومة بلده وفسادها حسب تصوّر هذا الشاب العربي الذي كره الوقوف الطويل في طابور البطاله وكره حياة التسكع في شوارع قريته أو مدينته التي ضاقت به شوارعها وضاق هو بأزقتها ووجوه أهلهافحمل روحه على راحة يده وخرج للمجهول متوجهاَ إلى داعش ليكون أحد أتباع خليفة الداعشيين أبوبكر البغادي وأتباعه من الرجعيين الذين يريدون العودة إلى الخلف عشرة قرون من الزمن .

إن أكبر دليل على هذا الأمر ماحدث في شرورة السعودية فهل من المعقول أن يسفك المسلم الدم الحرام في الشهر الحرام دون وجه حق وهذا ماحصل لأربعة مسلمين صائمين وفي يوم جمعه لاذنب لهم ولاخطيئة إلا أنهم تواجدوا أمام أصحاب الفكر الداعشي الذي لايعرف سوى لغة القتل ولايقيم حرمةٍ لدم المسلم ولا للأشهر الحرم وييعتبرها مشائخه غزوةً مباركةً في سبيل الله ولعمري أنهم سوف يحاسبون حساباً عسير لأن المسلم لايزال في فسحةٍ من أمره مالم يصب دماً حراما:فبالله عليكم أيها الداعشيون كم دماً أصبتم وهل كلها في نظركم وحسب عقيدتكم حلالاً أم هي أنفس معصومه حرامً إزهاقها وسفك دمائها .

إن تمد داعش هو كارثه بكل المقاييس وإن لم يعمل الحكام العرب على إصلاح مافسد في حكوماتهم فتصبح داعش موجودةً في قلب كل بلدٍ عربي ليس لأنها ذات عقيدةٍ سليمه ولا لأن المسلمون يريدون للأمة الإسلامية خليفةً بغدادياً ولا لأن الشاب العربي أضحى زاهداَ في الدنيا طامعاَ في الأخرة مبتغياً الشهادة في سبيل الله وطالباً لها فوق أي أرض وتحت كل سماء .

بل لأن الشاب العربي المسلم والخليجي تحديداً يريد حياةً كريمةً تنتج عن العدالة الإجتماعية من خلال المساواة في الحقوق والواجبات بين أفراد المجتمع وأن يأخذ كل ذي حق حقه دون أن تحول الشفاعات والوساطات بين الحقوق ومستحقيها :إن لم يتم الإتفات إلى معاناة الشباب من خلال محاسبة كل من يضع العراقيل في طريقهم ويريد أن يدمر مستقبلهم من أرباب المناصب دون وجه حق فإن الزلال القادم في كل بلد عربي سيكون بمقياس داعش وليس بمقياس ريختر .

فلتعي حكومات الدول العربية وحكامها درس المالكي في العراق وبشار في سوريا فالظلم والتجويع والبطش بالبسطاء ومصادرة الرأي كانت أكبر الأسباب في إبتلائهم بالداعشيين وظهورها بين ظهرانيهم ،ومن لم ستحضر الصورة القاتمة ويعتبر مما جرى لبشار ويجري الأن للمالكي سيجد نفسه ثالث ثلاثه ثم اربعه فخمسه والحبل على الجرّار فهل سيتم وئد داعش في صدور الشباب العربي من خلال إحتوائهم وتوفير العيش الكريم لهم أم ستبقى الحال على ماهي عليه النعيم للأغنياء وأبنائهم والجحيم للفقراء وأبنائهم وهذا ماسيخلق داعشياً في كل بيت من بيوت الفقراء والسواد الأعظم في الوطن العربي فقراء ،وبسطاء .

ختاماً (وماأريد إلاّ الإصلاح مااستطعت ،فإن أصبت فيما كتبت فمن الله وإن اخطات فمن نفسي ومن الشيطان)

مشاركة الكاتب / عبدالله سماح المجلاد

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم