ويكيليكس العربية

خالفت قمة مكة المكرمة التوقعات عن برود في العلاقة بين السعودية وإيران، حيث قابل العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز نظيره الإيراني أحمدي نجاد بحفاوة بالغة وأجلسه إلى جانبه واستقبلا معا ضيوف القمة. وقال مراقبون إن هذه الحفاوة تعكس تقاربا مفاجئا بين دولتين مؤثرتين في الخليج، لكنهم استبعدوا أي تأثير لافت لهذا التقارب على القضايا المهمة بالمنطقة وخاصة الملف السوري الذي كان أهم ملف بالقمة وتم تغييبه في كلمات الافتتاح. وفي كلمته، لم يتطرق نجاد الى سوريا في خطاب استمر 55 دقيقة، وركز على قضية فلسطين وعلى الصهيونية.


وبدوره تجنب العاهل السعودي الاشارة الى الازمة السورية مباشرة في كلمته الافتتاحية، كما اقترح استضافة الرياض لمركز خاص للحوار بين المذاهب الاسلامية، أي بشكل خاص بين السنة والشيعة، ما اعتبره المراقبون دعوة صريحة إلى التهدئة. ودعا العاهل السعودي الى التضامن الاسلامي ومحاربة الفتن، وذلك في ظل احتدام التوترات بين السنة والشيعة، خصوصا في ظل تفاقم النزاع السوري واتخاذه بعدا طائفيا متزايدا.

وقال دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه انه "كان هناك جو من التوافق ونوع من الانسجام" في القمة.

وكان العاهل السعودي استقبل الرئيس الايراني، الذي يعد من ابرز حلفاء النظام السوري واجلسه عن يساره قبل ان يصافح سائر زعماء دول منظمة التعاون الاسلامي، فيما اجلس عن يمينه امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الذي يعد من ابرز داعمي المعارضة السورية. وقال مراقبون إن قمة مكة كانت دون سقف التوقعات بخصوص الملف السوري، فلم تعلن مساندة مطلقة للمعارضة ولم تدع إلى تنحي الأسد بل ناشدت دمشق فقط وقف اعمال العنف فورا.

وقال المراقبون إن البيان الختامي للقمة ترك الباب مواربا أمام الحل عبر الحوار وتوظيف العلاقة القوية بين النظام السوري لإعادة إحياء فكرة الحل السياسي الذي غطت عليه العمليات العسكرية الحادة في حلب. وفي سياق خطاب التهدئة، أكد نجاد، لدى عودته إلى طهران، ان العلاقات بين ايران والسعودية علاقات خاصة، وقد شهدت تذبذبا كبيرا طيلة 33 سنة.

وأضاف، وفق ما أوردت وكالة مهر، أن إيران لديها مكانة ممتازة في المنطقة، والسعودية ايضا لديها أثر كبير على تطورات المنطقة وخاصة التطورات الاخيرة "في إشارة إلى الملف السوري"، وان تنظيم العلاقات بين البلدين هام للغاية في كيفية إدارة التطورات الاقليمية. واختتم احمدي نجاد بالقول بأن كلا الجانبين يذعنان بضرورة الاهتمام بالعلاقات الخاصة بين ايران والسعودية، معربا عن امله بأن تشهد العلاقات بين البلدين تطورات افضل.

ويقول المراقبون إن قمة مكة أرادت اختبار أسلوب الاحتواء مع إيران بعد أن فشل أسلوب التهديد والعقوبات في دفعها إلى أن تتنازل عن طموحها في أن تكون دولة مؤثرة إقليميا. يشار إلى أن إيران أصبحت، ومنذ غزو العراق في 2003، القوة الإقليمية الأبرز في مواجهة الحضور الأمريكي بالخليج، فكثفت وجودها في العراق "وصول الأحزاب القريبة منها إلى السلطة" وأصبح حليفها حزب الله دولة داخل الدولة في لبنان، وزادته المواجهة مع إسرائيل في 2006 قوة عسكرية وسياسية.

ونجحت إيران في إيجاد مواقع نفوذ لها باليمن والبحرين عبر دعم المجموعات الشيعية التي امتد تأثيرها إلى شرق السعودية. لكن المراقبين يستبعدون أن ينجح "الغزل" السعودي في تليين الموقف الإيراني ويتوقعون أن تعود الحملات الإعلامية بين البلدين.

مشاركة العضو / انس

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم