اكدت مصادر دبلوماسية في بروكسل، ان اقدام السلطات السعودية على اعتقال الزعيم الشيعي المعارض في المنطقة الشرقية «آية الله الشيخ نمر باقر النمر» يمثل تطورا امنيا وسياسيا بالغ الخطورة على استقرار المنطقة الشرقية التي تحتزن في باطنها كميات هائلة من النفط.
وقالت هذه المصادر الدبلوماسية الغربية ان قرار اعتقال الشيخ الشيعي اية الله النمر، سيكلف السعودية والغرب كثيرا، خاصة اذا سعت الى تصفية غريمها في السجن تحت التعذيب انتقاما من خطبه الملهبة للحماس والتي تدعو الى الانفصال والى الملكية الدستورية”.
واضافت هذه المصادر “لدينا معلومات اولية تؤكد بان السعوديين تاخروا في تنفيذ عمليات خاصة لاعتقال الشيخ النمر بسبب عدم موافقة اولايات المتحدة على مثل هذا القرار تجنبا لتصعيد التوتر في المنطقة الشرقية وخشية من تعريض امنها واستقرارها للخطر لما تحتضنه من ابار نفطية تمول السوق العالمية والامريكية منها باكثر من 10 ملايين برميل يوميا، ولكن عملية المطاردة الاخيرة والاعتقال للشيخ النمر الذي تم يوم امس الاحد، جاء بموافقة امريكية، وبعد اتصال اجراه ولي العهد الامير «سلمان بن عبد العزيز» مع القائم باعمال السفارة الامريكية «توماس ويليم» الاسبوع الماضي حيث اطلعه على وجود خطة لقتل الشيخ الشيعي المعارض نمر النمر والتخلص منه،
فوعد السفير بنقل الموضوع الى واشنطن، ولكن الموافقة من واشنطن وصلت مشددة على الاكتفاء باعتقاله وليس قتله، منعا لاي تفجير في الوضع الامني في القطيف قد تتسبب به التظاهرات والاحتجاجات وهذا ما ابلغته السفارة الامريكية لولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز”.
ووفق هذه المصادر الدبلوماسية الغربية “فان الامريكيين يخشون من تطورات امنية تثيرها عملية اعتقال الشيخ النمر بسبب استقطابه لمئات من الشباب الشيعي المتحمس المستعد للدخول في مواجهات عنيفة ضد قوات الامن السعودي، وجرت الموافقة على هذه العملية بسبب ضغوط الاسرة الحاكمة والتي كان وراءها الامير «محمد بن نايف» مساعد وزير الداخلية الذي وجد في خطاب الشيخ النمر ضد والده بمثابة تحد كبير لكل الاسرة الحاكمة ولايمكن السكوت عليه”.
وعلى صعيد متصل، وصل مدير الاستخبارات الامريكية «ديفيد بتريوس» للرياض في زيارة مفاجئة اليوم الاثنين، وحال وصوله، استقبله الملك «عبدالله بن عبدالعزيز» وعقد جلسة مباحثات معه بحضور عدد كبير من أركان الدولة السعودية المختصين بالشان الأمني، دون الكشف عن فحوى المباحثات.
وتاتي زيارة مدير جهاز الاستخبارات الامريكية للرياض في وقت حساس للغاية حيث تعصف الخلافات بين افراد هذه الاسرة اثر وفاة ولي العهد «نايف بن عبد العزيز»، وتعيين سلمان بن عبد العزيز دون اشراك هيئة البيعة في اتخاذ قرار تعيين الامير سلمان، كما تشهد البلاد تصاعد موجة المعارضة للنظام شملت حتى رجال دين وهابيين لايودون النظام، بالاضافة الى تصاعد المعارضة في المنطقة الشرقية بسبب سياسية البطش والقمع التي يمارسها النظام السعودي الوهابي ضد اكثر من ثلاثة ملايين شيعي يسكنون المنطقة الشرقية.
كما ان زيارة ديفيد بتريوس، تاتي في ظل بروز تحولات كبيرة في الازمة في سوريا بعد التحذيرات الروسية الصريحة للناتو بتجنب ي عمل عسكري ضد سوريا، وبعد نجاح القوات السورية في تطهير مدن وارباف من الجماعات المسلحة ومن بينها جماعات وهابية مسلحة.
يذكر ان جهاز المخابرات الامريكية يملك نفوذا واسعا في السعودية منذ عشرات السنين، ويقيم علاقات وطيدة مع عدد كبير من امراء ال سعود ويحرص على تقديم مشورة شبه يومية للمسوؤلين السعوديين بكل ما يتعلق بامنهم وامن بلادهم وما يتعلق بتطورات الاحداث في المنطقة.
اهالي القطيف يعلنون الحداد على شهيدي المسيرات التي اندلعت تضامنا مع الشيخ الشيعي المعتقل نمر النمر!
وأعلنت منطقة القطيف الحداد على شهيدي القطيف وتضامناً مع نمر والجرحى المصابين مساء يوم الأمس في المظاهرات التي شهدتها المنطقة . ونشرت القوى الحراكية على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك مواعيد مسيرات الغضب في كل من صفوى وتاروت والعوامية وسيهات والقطيف.
وضمن إعلان الحداد ألغى عدد من العرسان حفل زفافهم كما أعلنت “الضيعة” عن إيقاف فعاليتها تضامناً مع آل نمر والشهداء. وأدانت منظمات حقوقية وتيارات إسلامية التعدي على آل نمر وإعتقاله مطالبين بالإفراج الفوري عنه وإنتخاب محافظ جديد للمنطقة.
وبعث مركز الشرق لحقوق الإنسان رسالة عاجلة للصليب الأحمر تطالب بالتحرك العاجل للإطمئنان على سالمة الشيخ الشيعي نمر وأنه يتلقى الرعاية الصحية وعدم تعرضه للتعذيب. واكد المركز أنه سجين رأي وأن السلطات اعتقلته من عرض الطريق واعتدت عليه بإطلاق الرصاص عن قرب.
وقالت لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية ” وفي خطوة رعناء وبطريقة همجية بعيدة عن الحسابات المنطقية التي تتبعها الإدارات الحاكمة في أنحاء العالم, قامت قوات الأمن السعودي عصر يوم الأحد 8 يوليو/تموز 2012 وبأوامر جديدة من وزير داخلية السعودي الجديد , باعتقال الشيعي الشيخ نمر باقر النمر”.
وعن صمت المجتمع الدولي قالت “إنّ غض النظر عن ممارسات النظام التعسفية من قبل المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وللأسف الشديد وعدم اتخاذ أي إجراء لوضع حد لسلوك النظام الأهوج القائم على الاستبداد وخنق الحريات من شأنه أن يؤدي الى عرقلة المسيرة الطبيعية للمواطنين للعيش بكرامة في بلادهم”.
كما وأصدر التيار الإسلامي في العراق بياناً جاء فيه “على الحكومة السعودية احترام حقوق الانسان والافراج عن الشيخ النمر وانتخاب محافظ للمنطقة الشرقية. و”شجب فيه بشدة اعتقال النمر ابرز شخصية علمائية في المنطقة الشرقية معتبراً عملية الاعتقال هذه “قرصنة” لحق المواطنة في المملكة العربية السعودية ومحاولة غير موفقة لأسكات الصوت الاخر المطالب بالحقوق المشروعة التي يتبناها الشرع المقدس”.
واستنكر حزب الله في لبنان اعتقال السلطات السعودية آية الله آل نمر ودان “التعاطي العنيف لقوات الأمن السعودية مع المحتجين سلميا في مدينة العوامية ومنطقة القطيف”. وطالب الحزب “بالافراج العاجل عن سماحة الشيخ النمر وتوفير العلاج اللازم له وباحترام الرموز الدينية”. ودعا في بيان له الاثنين “لوقف الاجراءات غير الديموقراطية في التعامل مع المطالب السلمية والمشروعة للمواطنين السعوديين”.
ودعا ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير للخروج في مسيرات حاشدة في جميع بلدات البحرين تضامناً مع نمر كما وأقاموا تشييعين رمزيين للشهيدين الفلفل والشاخوري في كل من كرزكان والديه. وشهدت المنطقة مساء اليوم عدد من المسيرات الغاضبة تضامناً مع النمر في كل من صفوى والعوامية والقديح والقطيف وتاروت وسيهات وسط تعزيزات استقدمتها السلطات السعودية للمنطقة.
وفي مسيرة الأمس التي شهدتها القطيف أطلقت قوات السعودية النار على المتظاهرين ما أدى إلى جرح أكثر من 10 أشخاص وإستهاد إثنين هما السيد محمد رضا الفلفل والسيد أكبر الشاخوري . ولا تزال السلطات تحتفظ بجثتي الشهدين حتى الآن وسط ضغوط للتنازل.
مشاركة العضو / فرج الهامل
