
قلل الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية علي بن حاج من أهمية الخلافات التي تخترق التنظيمات السياسية المعترف بها في الجزائر والتي لم تسلم حتى جبهة التحرير الجزائرية الفائزة بالنسبة الأكبر في انتخابات 10 أيار "مايو" الماضي.
وأشار إلى أن ذلك جزء من محاولات النظام لإشغال الشعب بمعارك جانبية من جهة وتقليص اهتمامهم بالعمل السياسي من جهة ثانية. ودعا ابن حاج في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" إلى عدم تضخيم العلاقات الجزائرية ـ الغربية، وأكد أنها قائمة على مصالح آنية ظرفية بين طرفين لهما توجهات ومصالح مختلفة.
وقال: "الغرب بشهادة الجميع من أبنائه وخصومه هو مصلحي نفعي براغماتي، ومن حق الغرب أن يبحث عن مصالحه، والنظام الجزائري من جملة الانظمة العربية التي تستخدم الامال لإسكات الغرب. ونحن نعرف أن الغرب الذي يتخبط في أزمة مالية خانقة، ولذلك فهو يتخذ من الدول العربية لا سيما في الخليج ودول شمال إفريقيا، لا سيما في الجزائر مكانا لتحقيق مصالحه".
وأضاف: "النظام الجزائري عندنا ضعيف وهو مجبر على إسكات الغرب لأنه يعرف جرائمه، وهو بذلك يشتري صمت الغرب بالمال. والغرب مصلحي يسكت عن المظالم تحقيقا لمصالحه، وهذه لعبة متبادلة لن يطول بها العمر، لأنه لا ينبغي أن نغفل عن حقيقة اجتماعية أن هذه الألاعيب لن تستمر طويلا، لأن الشعوب عندما تتحرك ستكشف اللعبة وتنهيها، ولا بد أن لا نيأس والمسألة مسألة وقت ليس إلا" وفقا لما اورد+.
وحول ظاهرة الانقسامات التي عمت مختلف الأحزاب السياسية في الجزائر، والتي كان آخرها يوم الخميس "21|6" حيث عجزت الجبهة الوطنية الجزائرية بقيادة موسى تواتي عن عقد مؤتمرها الثالث لأسباب خلافات داخلية. قال ابن حاج: "ظاهرة الخلافات الحزبية الداخلية في الجزائر موجودة في ظل نظام استبدادي، ولو كانت في ظل نظام ديمقراطي له شرعية ومسؤولية لكانت ظاهرة صحية.
أما هذه الأحزاب الموجودة في الجزائر فإنها تعمل في ظل نظام مستبد مغتصب للسلطة، ولذلك فهي أحزاب من صنيعة النظام نفسه، الذي يرخص لها ويعطيها المناصب في البرلمان والولايات بل ويعطيها حتى الفرصة في المنافسة في سباق الرئاسيات، ولكن كلما شعر بأن رئيس حزب ما بدأ ينحرف عن الطريق المرسوم له، فإنه يخرج له عناصره ويسلط على خلافاته الإعلام غير المستقل".
وأضاف: "هذه ظاهرة لإشغال الشعب عن حجم الأزمة السياسية التي تتخبط فيها الجزائر، حيث عجز النظام عن تشكيل حكومة بعد انتخابات أيار "مايو" الماضي. ولذلك فكل هذه الانحرافات داخل الأحزاب هي ظاهرة مرضية لا تبشر بخير لأنها تزهد الناس في العمل السياسي وتفرغ الساحة السياسية من أي أمل سياسي لإشاعة اليأس والاحباط، لكن هذا لن يكون لأمد بعيد لأن الشعب لن يقبل بالموت هكذا".
على صعيد آخر؛ رفض ابن حاج نفي أو تأكيد الأنباء التي تحدثت عن محاولة انقلابية فاشلة قام بها ضباط جزائريون يوم الخميس الماضي، وقال: "في المؤسسة العسكرية هناك ضباط لسبب أو لآخر لم يتورطوا في الدماء. وربما آلمهم ما يحدث في الجزائر، لكننا لا نستطيع أن نجري وراء إشاعات لم نتأكد من صحتها، ونحن في كل الأحوال نرفض الانقلابات العسكرية ونريد أن يكون التغيير سياسيا وعميقا يشارك فيها الجميع.
سواء الأحزاب السياسية المعتمدة أو تلك التي تم إبعادها مثل الجبهة الإسلامية للإنقاذ، أما الانقلاب فإنه سيخرجنا من أزمة إلى أزمة، نحن نريد للجيش أن يكون محايدا وبعيدا عن العمل السياسي، وأن يبقى في حدوده الدستورية حتى لا يورط نفسه فيمالا يحمد عقباه، لكن من حق الجيش أن يتبرم من الأوضاع السياسية لأنه ابن الشعب"على حد تعبيره.
مشاركة العضو / الحركة الاسلامية لتحرير الجزائر