ويكيليكس العربية

الحراك الشعبي في بلاد نجد والحجاز بدأ يخرج عن سيطرة آل سعود، بعد تصاعد الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية في المدن السعودية، حتى طياري وموظفي الخطوط الجوية السعودية أضربوا وهددوا بتصعيد تحركهم إذا لم تحقق مطالبهم . أمَا آن لهذا الليل أن ينجلي.. ولهذه الظلمة أن تنكشف ؟


ماذا لو ردد السعوديون: الشعب يريد إسقاط النظام؟حاول النظام طويلاً تشويه صورة التلململ الشعبي في المملكة، واتهامه بالمذهبية والتدخل الخارجي، لكن هذه الكذبة القديمة الجديدة لم تعد تنطلي على أحد، بعد أن انطلقت التظاهرات النسائية من الجامعات والمعاهد في مدن عديدة من الرياض، العاصمة السياسية إلى جدة إلى مينة بلقرن وغيرها، هذه التظاهرات التي انطلقت من البيئة الأكثر قمعاً وظلماً للنساء، المحرومات من أبسط حقوقهم الإنسانية، وربما الدينية، فتمردوا وانتفضوا على واقعهم، وبعد أن كانوا ممنوعين من الخروج بمفردهم وقيادة السيارات أو الانتخاب أو المشاركة السياسية، الجامعيات السعوديات هببن دفعة واحدة وانطلقن في تظاهرات هي الأشمل والأكبر والأوضح في تاريخ المملكة، وقرروا تحدي النظام والتظاهر بالسيارات المحرومين منها، يوم الأربعاء في عيد الأم. 

هذا الواقع المتغير قد يكون ممهداً لرفع الشعار الأبرز الذي يتم ترديده في معظم الساحات العربية، "الشعب يريد إسقاط النظام"، بدون شك أصبح هذا الشعار قريباً جداً من الترداد إذا انضم الشباب الجامعي للانتفاضة النسائية الجارية الآن، لأن مملكة النفط والفقر والعوز، رغم ارتفاع عدد المعتقلين السياسيين في السعودية (أكثر من 100 ألف معتقل)، لم تتمكن السلطات من كم الأفواه وضرب الحركة الشعبية التي تتصاعد يومياً من القمع والاعتقال التعسفي وعمليات التعذيب في السجون، وفق تقرير هيومن رايتس الأخير. 

الحراك الشعبي يتصاعد والقبضة الأمنية تتهاوى، وتمر الهيبة الأمنية للنظام هذه الأيام في اختبار حاسم بعد المتغيرات التي حدثت في المنطقة، وتمكن القوى الشعبية من مواجهة ثقافة الخوف والقمع، وفشل النظام في استيلاد جيل جديد من الخائفين المذعورين، خصوصاً بعد أن أصبح المجتمع السعودي يستخدم بشكل واسع وسائل التواصل الاجتماعي كالفايس بوك والتويتر، والتي باتت من الأدوات المحركة للتظاهرات والاعتصامات. 

الفضائح التي تم تداولها عبر هذه المواقع الالكترونية، ولدت لدى سكان المملكة قناعة راسخة أن العائلة المالكة فاسدة مالياً وأخلاقياً ودينياً، وأنها معادية لطموحات الشعب وملحقة بالمشاريع الغربية، وهي غير جديرة في الاستمرار بالحكم وقيادة بلاد الحرمين، وبات واضحاً مدى التجاذب السلبي المفتوح بين النظام والشرائح الاجتماعية والقوى السياسية، كما تظهر عمق الأزمة وانفتاحها على كل الاحتمالات. 

في ذروة هذا المشهد السياسي المتأزم بالمملكة تأتي ظاهرة (الشهيد التالي) في احتجاجات القطيف لتؤرق النظام، لأول مرة تصبح الشهادة قضية تخضع للمنافسة بين شبان يكتبون أسماءهم في قائمة الشهداء على صفحات الفايس بوك، فعلى سبيل المثال كتب الشهيد الشاب زهير السعيد من بلدة العوامية عبارة مؤثرة جداً قبل استشهاده (متى ألتحق بشهداء القطيف)، وكتب الشهيد عصام عبد الله على صفحته الالكترونية (متى ستصحو القطيف على خبر استشهادي، اللهم اجعل هذا اليوم قريباً). 

السؤال الذي يشغل الخبراء والمحللين، ما الذي يدفع هؤلاء الشباب للتخطيط لوضع حد لحياتهم، بدلاً من التفكير في مباهج الحياة، وبناء المستقبل، هل هو بسبب انسداد الأمل في مستقبل مشرق؟ فيما ينهمك النظام السعودي من ناحية أخرى، بنقل معدات عسكرية عبر الأردن وتركيا للمعارضين السوريين، ليزيد من تعميق الأزمة، ويساعد على نشر الفوضى، وحالة عدم الاستقرار في سورية، بدل أن يقوم بواجبه العربي والإسلامي بالمساعدة على وقف العنف ودعوة الجميع لطاولة الحوار، لأن الجميع يعلم أن لا منتصر في الحروب الأهلية. 

النظام السعودي يحاول أن يمسح من عقل الغالبية العظمى من الأمة العربية والإسلامية أن هناك جزراً وممرات بحرية سعودية محتلة من قبل "إسرائيل" منذ عام 1967، وهي جزر تيران وصنافير في البحر الأحمر، في وقت نسمع فيه الدعوات السعودية لمواجهة الخطر الإيراني، ويقوم هذا النظام بتحريض العالم على سورية بحجة حماية الحريات، فيما الأجدى بالنظام "الديمقراطي السعودي"، أن يعمل على تحرير هذه الجزر من المحتل الصهيوني، والتخلي عن عادته التاريخية بالتحريض على الفتن والحروب الأهلية خدمة للمشاريع الغربية، وبات زرع الفتن في المنطقة وتأجيجها مهمة دائمة لهذا النظام؟ 

مشاركة الاستاذ / احمد السلمي محرر في الشؤون العربية

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم