
تقوم الفضائيات العربية بأدوار محيرة جداً ما بين المواقف الوطنية والحرة والمواقف القذرة، وهناك مواقف وسطية تلعب على جميع الدفوف، كل هذه الأمور جعلت المتابعين يعتقدون أن العديد من الفضائيات تقوم باللعب بالنار، وهذه اللعبة لأهداف ما في نفوس القائمين عليها أو من يسيرهم ويقف خلفهم لدس السم في العسل تحت مختلف المسميات والشعارات التي ينخدع بها البعض ويتابعونها.
****
إحدى الملاحظات على القنوات الفضائية العربية هي عدم واقعيتها في نقل بعض الأحداث من الناحية الفنية والتقنية ومحاولة خداع المشاهد بقصد تمرير معلومات معينة، وهذا الأمر واضح في تغطية الأحداث العربية حيث يلاحظ الخبير والمراقب أن الصورة غير واضحة ومهتزة بحجة أنها منقولة عبر الإنترنت، لكن الغريب العجيب أن الصوت واضح جداً وهذا الأمر مخالف للواقع من الناحية التقنية نظراً لأن الكاميرا تستطيع التقاط الصورة بوضوح، أما الصوت فإنه يحتاج لمايكروفون واقتراب من المتحدثين حتى يظهر الصوت بوضوح ولكن الأمر مختلف تماماً في فضائياتنا وهذا يذكرنا بالمسلسلات التركية المدبلجة حيث يظهرالصوت واضحاً جداً لكن لا علاقة له بالصورة. إن هذه المسائل تحتاج لإعادة نظر من قبل القائمين على هذه القنوات لأن تكرار الصور أصبح أمراً مكشوفاً وإن غيّروا التواريخ وكتبوا أياما وأسماءً جديدة ودوبلاج أصوات جديدة.
****
نغمة جديدة بدأت تغزو بعض القنوات الفصائية المصرية الخاصة تحت بند ما يسمى بالثورة المضادة للثورة، وتتجلى هذه الثورة يعرض أغاني وفيديو كليبات قديمة وجديدة تشيد بالرئيس المخلوع حسني مبارك ومنها أغنية عمرو مصطفى، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى عرض أفلام تقدم الرئيس المخلوع على أنه إنسان شعبي متسامح محب لشعبه ومطيع ومخلص له كما هو الحال في فيلم "طباخ الريس" وغيره من الأفلام. ولم يتوقف الأمر أيضاً عند هذا الحد بل تعداه إلى عرض بعض الأفلام التي كانت تحمل فكر النظام السابق ضد المعارضة مثل مسلسل "الجماعة". نعم إنها لعبة موازية للأحداث التي تشهدها العديد من مناطق مصر تحت بند ما يسمى بالثورة المضادة.
****
تحاول القنوات الفضائية اللعب بالنار أيضاً من خلال بعض برامج المسابقات والاتصالات والتي توهم المشاهدين بجوائز وأرقام ولكنها في الواقع غير موجودة، الأدهى والأمر الأسئلة التي تكون عبر رسائل الـ (S.M.S) والتي يتم الإجابة عليها، والغريب أن العديد من المرات تكون الإجابات صحيحة، ويدعون إنها خطأ أو أن المشاهد يستمر في المراسلات وبعدها لا يعرف ما مصيره، كل هذه الأمور بدأت تنكشف بوضوح للمشاهدين لكن بعد فوات الأوان.