أثارت التغطية التي قامت بها صحيفة الدار الكويتية للأحداث في البحرين حمق البعض في الكويت حتى أن بعض أعضاء مجلس الأمة أمثال (وليد الطباطبائي) المعروف بتصريحاته الرنّانة لوّح بطلب استجواب الحكومة لاعتباره الحرية الإعلامية في الكويت (تخاذلا) واضحا من قبل حكومة بلاده.




في حين أن قناة العربية سلّطت في تقرير إخباري لها الضوء على مالك الصحيفة ورجل الأعمال الكويتي محمود حيدر الذي وصفته بالشيعي وبأنه يتكلم اللهجة الكويتية بلكنة إيرانية.
ونجد من الضروري هنا توضيح بعض الحقائق التي قد تكون خافية عن بعض أصحاب الأجندات المذهبية والطائفية وفي مقدمتهم أولئك الذين تحركهم أموال النظام السعودي فتلغي اي حسّ إنساني لهم بأي شعب مظلوم أو مضطهد كالشعب البحريني الثائر.
أولا - الكويت دول عرفت بأنها في مقدمة الدول ذات الحرية الإعلامية والانفتاح في مجال الصحافة وقد تكون هذه الحرية المتوفرة في الكويت ضمانا من أي انفجار لا قدّر الله تتسبب به آلات الشحن الطائفي لدى البعض.
ومن يظن أن الحرية الإعلامية تعني الانسياق وراء الآلة الإعلامية الضخمة للنظام السعودي يكون واهما. فالحرية تقتضي أن تعرض الحقائق كما هي لا أن يتم التعتيم عليها كما يجري مع ثورة الشعب البحريني الأعزل. ومن يجد في نفسه الكفاءة فعليه أن يقدم دليله من خلال الفكر ليكون القارىء والمتلقي هو الحكم.
هذا هو مبدأ الفكر الإعلامي الحر وليس أن يتم غسل أدمغة الناس باسطوانة قديمة عن المؤامرات والتبعية لدولة دون أخرى. وهنا نود الإشارة إلى أن قناة العربية التي تدعي الحيادية غضّت الطرف في أغلب الأقوات عن ما يجري للشعب البحريني وتحولت إلى بوق سعودي صريح يتحرك في الاتجاه الذي تراه وزارة الإعلام السعودية ويصمت عمّا يجري من أعمال قتل واعتقال للمدنيين الأبرياء في البحرين. وقد وصل الأمر بهذه القناة إلى درجة أن التعليقات التي يرسل بها كل من يؤيد ثورة الشعب البحريني يتم حجبها وكتابة عبارة (تعليق غير لائق) في حين أنها تسمح لمن يتطاول على من تعارضه السعودية بنشر ما يرغبون من تجريح وافتراء.
ثانيا - يعتقد بعض أعضاء مجلس الأمة الكويتية أن الصحافة الحرة تعني أن يكون الجميع كالأغنام التي تنقاد دون رأي مستقل لذا فقد اعترض هؤلاء على توصيف صحيفة الدار لدخول القوات السعودية للبحرين (بالاجتياح السعودي) واعتبروه محاولة لتخريب العلاقات الكويتية السعودية في حين أن العديد من المواطنين في الكويت يعارضون هذا التدخل. وبما أن الكويت دولة تحترم حرية التعبير عن الرأي فإنها من غير المعقول أن تكمم الأفواه وإلا لما كان هناك معارضة في البرلمان الكويتي. ولما تمكن هؤلاء من أمثال الطباطبائي وغيره من إبداء آرائهم في العديد من القضايا التي تسيء أيضا لعلاقات الكويت مع دول مجاورة لها على سبيل المثال.
ثالثا - تميزت الكويت بتنوع نسيجها الثقافي وتلون كيانها المواطني الذي يعتز به كل مواطن خليجي فهناك في المعارضة نفسها من هم من أصول إيرانية من إخواننا السنة وهناك آخرون ممن يتكلمون بلكنة لبنانية إلا أنهم جميعا ينتمون إلى الكويت. لذا فإن قناة العربية في تقريرها المذكور عن اللكنة الإيرانية لرجل الأعمال الكويتي محمود حيدر لم تكن موفقة.
ولا ننسى أن جزءا من اعتراضات الثورة البحرينية على حكومتهم كانت بسبب التجنيس السياسي الذي تم في البلاد والذي منح الجنسية البحرينية للعديد من الباكستانيين والسوريين وهم لم يعيشوا على ارض البحرين وليس لهم أي جذور فيها.
رابعا - لوحظ في الآونة الأخيرة التركيز على مفردات تثير الحزازيات الطائفية في الإعلام السعودي وكأن الهدف تحويل ربيع الثورات العربية إلى ثورات طائفية ودينية في حين أنها ثورات شعبية خالصة قامت بسبب الظلم والاضطهاد الاجتماعي الذي تعرضت له جميع فئات المجتمع. وهذا أمر تتحمل وسائل الإعلام هذه تبعاته لأنه يهدد الاستقرار والسلم الأهلي في منطقة الخليج قبل أية أماكن أخرى من العالم.
لذا نرجو من العقلاء التنبه إلى هذه الطريقة السيئة في الالتفاف على الثورات والمحاولات المكشوفة وغير الموفقة في تكميم الأفواه وقمع الحريات وخاصة الحريات الفكرية.

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم