ترامب والتعامل العنصري مع المسلمين وتقييد دخولهم للولايات المتحدة ؟

بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطواته في إثبات صدق وعوده وعنصريتة المتعلقة بتقييد دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما أعلن البيت الأبيض انتظاره لتوقيع أوامر تنفيذية، متعلقة بتصريحات ترامب السابقة عن المسلمين والمهاجرين، تتضمن وقف إصدار تأشيرات لمواطني بعض دول الشرق الأوسط وإفريقيا؛ تنفيذًا لوعوده الانتخابية المتعلقة بقضيتي الهجرة والأمن القومي. 




تحيز ديني

اختار ترامب فيما يتعلق برؤيته في إدارة الولايات المتحدة الأمريكية، سياسة اختلفت عما أعلنه سابقوه في المنصب الرئاسي، حيث أكد في أكثر من موضع عداءه الواضح للمسلمين، مشددا على أنهم لن يدخلوا أمريكا في عهده، بزعم أنهم يكنون الكراهية للمجتمع الأمريكي؛ كما اصطبغت تصريحاته فيما يتعلق بدعمه لإسرائيل بصبغة العنصرية الدينية المتحيزة لليهودية، مؤكدا دعمه لإسرائيل وولاءه لتل أبيب، ما جعله في موقف صدامي بشأن القضية الفلسطينية والقادة العرب.

انقلاب على المبادئ

تعد قرارات الرئيس الأمريكي، المتمثلة في سياسة العقاب الجماعي والتمييز على أساس العرق والدين، انقلابًا كاملًا على قيم "الآباء المؤسسين للولايات المتحدة"، وإيمانهم بأن أمريكا ستبقي ذراعيها مفتوحتين، لاحتضان من يقصدها، بغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم؛ ما أوضحه جورج واشنطن عام 1783، قائلا: "إن صدر أمريكا مفتوح لاستقبال المظلومين والمضطهدين من كافة الأمم والديانات، الذين سنرحب بمشاركتهم في كافة حقوقنا وامتيازاتنا، قد يكونون محمديين مسلمين، أو يهود أو مسيحيين من أي طائفة، بل وربما يكونون ملحدين".

ترامب والتعامل العنصري مع المسلمين وتقييد دخولهم للولايات المتحدة ؟
انتقاد مجتمعي

انتقد العديد من الأمريكيين نهج ترامب، وكان على رأسهم الرئيس السابق باراك أوباما، الذي أكد أن ما ينتهجه ترامب من سياسة عنصرية، تضر بالنسيج الشعبي للمجتمع الأمريكي، وتخالف الدستور المؤسس لأمريكا.

كما أعرب السيناتور الجمهوري عن ولاية ألباما جيف سيشنز، المرشح لتولي وزارة العدل في إدارة دونالد ترامب المقبلة، خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ، عن رفضه لاقتراحات ترامب حول منع المسلمين من الدخول لأمريكا، مؤكدا عدم إيمانه أو دعمه لفكرة أن المسلمين جماعة دينية ينبغي حرمانها من الدخول إلى الولايات المتحدة، قائلا :"لدينا مواطنون مسلمون رائعون قدموا إسهامات بطرق مختلفة عديدة، والأمريكيون مؤمنون بالحرية الدينية وحق الناس في ممارسة اعتقادتهم الدينية".

كما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون": "إن أي خطاب يوحي بطريقة أو أخرى بأن أمريكا في حالة حرب مع الإسلام، يتنافى مع "قيمنا ويقوي داعش ويهدد أمننا القومي".


واتسعت موجة الانتقادات الأمريكية لسياسة التمييز باعتبار العرق أو الدين، التي يمارسها ترامب، باعتباره متناقضا مع مبادئ الحرية التي تؤمن بها الولايات المتحدة الأمريكية، وتجعلها رمزًا في استقبال كل زائري البلاد، سواءً كانوا سائحين أو مهاجرين، حيث خصصت جريدة "ديلي نيوز" الأمريكية صفحتها الأولى لرسم كاريكاتوري أظهر ترامب، وهو يحمل سيفًا قاطعًا لرأس تمثال الحرية، كما كتبت الجريدة في عنوان على لسان التمثال: "عندما تكلّم ترامب عن المكسيكيين لم أبالِ، وعندما تكلم عن المسلمين لم أبالِ أيضا، وبعدها جاء دوري".​

شرعية لجرائم العنصرية

يرى بعض المحللين أن خطورة السياسة العنصرية التي يمارسها ترامب، تتمثل في إعطائها لونًا من الشرعية لما يشهده الشارع الأمريكي خلال السنوات الأخيرة من حوادث الكراهية والتحريض ضد المسلمين، حيث أشارت إحصاءات الـ"اف بي آي"، إلى زيادة نسبة الجرائم ضد المسلمين في السنوات الأخيرة، لتمثل 67% من إجمالي جرائم الكراهية، التي يكون باعثها في الأغلب دينيًا.

ترامب والتعامل العنصري مع المسلمين وتقييد دخولهم للولايات المتحدة ؟

وفي ظل تقريب الرئيس الأمريكي للعناصر اليمينية اليهودية المتطرفة، تزداد التخوفات من العنف ضد المسلمين المقيمين في أمريكا أو المواطنين الأمريكان المسلمين، خصوصا بعد انتشار الجرائم ضدهم في السنوات السابقة، كما حدث في قتل أمريكي متعصب لإحدى العائات المسلمة بإطلاق النار عليهم في مبنى سكني، بالقرب من جامعة كارولاينا الشمالية في تشابل هيل، بدوافع "كره الإسلام"، والمظاهرة المسلحة المناهضة للإسلام خارج مركز الجماعة الإسلامية في مدينة فينيكس، التي نظمها جندي المارينز السابق وعضو حركة آمون بوندي جون ريتزايمر، وجذبت المئات من المتظاهرين.



كما تعرض الكثير من المساجد لهجمات متعصبين وكارهين للإسلام في مناطق عدة في أمريكا، إلا أن تلك الجرائم كانت تقابل بالإدانة من قبل السلطات الأمريكية والفرع الأمريكي لمنظمة العفو الدولي، وهو ما يخلق حالة من القلق بشأن مستقبل المسلمين في أمريكا في ظل سياسة العنصرية.

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم