الهدف من التسريبات الصوتية لكبار وزارة الدفاع المصرية ومن المستفيد منها ؟

أثارت التسريبات المنسوبة إلى مسؤولين كبار في وزارة الدفاع المصرية وبثتها قناتان فضائيتان مؤخرا العديد من ردود الأفعال، وطرحت العديد من الأسئلة على مستويات مختلفة.


بعض التقارير تساءلت عن المصدر المحتمل لهذه التسريبات التي يتضح إلى حد الآن فشل محاولات وقفها، وما الهدف المفترض لمن يقف وراءها في مثل هذا التوقيت؟

فمنذ بداية الشهر الحالي ظهرت تسريبات صوتية لمكالمات وحوارات منسوبة إلى قيادات كبرى بوزارة الدفاع المصرية تظهر تورط بعض هذه القيادات في تزوير حقائق تتعلق بمكان احتجاز الرئيس المعزول محمد مرسي قبل تقديمه للمحاكمة.

كما تظهر في أكثر من مناسبة تعمد بعض القيادات العسكرية الاتصال بجهات قضائية بخصوص متهمين في قضايا فساد وقتل معارضين، وبقدر ما فجرت هذه التسريبات عددا من المفاجآت طرحت عددا آخر من التساؤلات.

غير حقيقية !

بشأن هذا الموضوع يقول الخبير الأمني العميد محمود القطري إن التسريبات المذكورة لا يمكن نسبتها إلى الأشخاص الذين قيل إنهم يتحدثون بها، ولا يوجد أي دليل على صدقها.

غير أن القطري استبعد -في حال كون التسريبات حقيقية- أن يكون وراءها أشخاص من داخل القوات المسلحة، وقال إنها ربما تكون عبر تقنية حديثة تستخدمها جهات خارجية للتجسس، بهدف إظهار نظام الحكم في مصر على أنه غير مسيطر على مقاليد الدولة.



في المقابل، يرى طارق الجوهري الخبير الأمني والعميد السابق في جهاز الشرطة المصرية أن التسريبات حقيقية "مليون في المائة"، وأن صوت من شاركوا فيها حقيقي ومعروف لدى الجميع.

وأضاف أن التسريبات الأخيرة كانت من داخل مكتب وزير الدفاع فلا يمكن أن نتوقع أن من وضع أجهزة التنصت هي جهات خارجية، والحقيقة أنه صراع أجنحة داخل المؤسسة العسكرية.

صراع أجنحة !

واعتبر الجوهري أن مجرد وضع أجهزة تنصت داخل مبنى وزارة الدفاع وداخل مكتب الوزير يعني أن هناك من لا يرضى عن ما يحدث، متوقعا أن تشهد الأيام المقبلة كشف العديد من الأمور في هذا الشأن.

من جهته، فسر أستاذ العلوم السياسية في جامعة جونز هوبكنز الدكتور خليل العناني هذا الكم الكبير من التسريبات بوجود صراع داخل المؤسسة العسكرية والأمنية ونظام الحكم في مصر، وهو نظام ضعيف لا يتمتع إلا بالقوة الأمنية، وليس قائما على التحكم في مؤسسات الدولة، وفق رأيه.

وأوضح العناني أن التسريبات أظهرت وجود سيطرة فوقية من المؤسسة العسكرية على كل مؤسسات الدولة، وأن الذي يحكم الأمر في مصر هو وزارة الدفاع، وأن الأوضاع ليست مستقرة بقدر ما يظهره الإعلام، كما أن هناك حالة صراع مكتوم قد تنفجر في أي لحظة.

واعتبر أن الهدف من التسريبات إظهار النظام الموجود الآن على أنه ضعيف ولديه مشاكل داخلية، وأن هناك حالة تململ، ورسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة إرضاء هذه الأجنحة، وأن من الصعب أن يقوم بإعادة ترتيب البيت الداخلي.

فيما بثت قناة "مكملين" الفضائية تسريبا جديدا منسوبا لقيادات في وزارة الدفاع المصرية، حيث يدور التسريب حول ضرورة التدخل وتوجيه الإعلاميين من أجل شن حملة إعلامية لتحسين صورة وزير الدفاع -المستقيل آنذاك- عبد الفتاح السيسي لدى الشعب إبان حملة الانتخابات الرئاسية.



وخلال التسريب يدور حوار بين اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي والمتحدث العسكري السابق العقيد أحمد علي حول ضرورة التدخل وتوجيه الإعلاميين التابعين لهم لتحسين صورة السيسي.

وجاء في التسريبات المنسوبة لمدير مكتب السيسي أسماء إعلاميين بعينهم وصفهم بالتابعين للمؤسسة العسكرية، وطلب عباس كامل من العقيد أحمد علي التحدث معهم مباشرة لإعطائهم التعليمات.

ورأى رئيس تحرير صحيفة المشهد الأسبوعية مجدي شندي أن ما كشف خلال التسريب كان سيكون طبيعيا لو كان من خلال الحملة الانتخابية الخاصة بالسيسي، أما أن يصدر التوجيه من مسؤولين من وزارة الدفاع "فهذا أمر ينبغي أن يكون محل تحقيق".

وقال إن التسريب الجديد يدلل على أن الإعلام المصري يستخدم كسلاح من أسلحة السلطة، وأن الفترة الذهبية للإعلام المصري التي انطلقت بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 "قد انتهت تماما".



من جانبه عبر الكاتب الصحفي سليم عزوز عن أسفه لما وصل إليه حال بعض الإعلاميين المصريين، حيث وصل التعامل مع بعضهم على أنهم "مجرد خدم".

وأضاف في مقابلة أن المسالة تجاوزت توجيهات للإعلاميين في الأطر عامة إلى حالة يتم من خلالها تحديد ما "يمكن لهؤلاء الإعلاميين قوله" بالجمل والعبارات.

مشاركة الكاتب / صبحي عبدالله
المصدر / الجزيرة

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم