اهتمت الصحف العالمية بالكشف عن أسباب وتداعيات قرار السيسى بإقالة معلمه وأقرب الجنرالات له محمد فريد التهامى، وتعيين نائبه خالد فوزى بدلا منه.
الاتفاق المصرى القطرى !
صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية قالت: “جاء قرار اقالة التهامى بعد الاتفاق المصرى القطرى الأخير للمصالحة، ليتم التخلص من التهامى كمسئول أول عن الحملة الشرسة للقضاء على حماس والاسلاميين”.
الصحيفة الاسرائيلية أضافت: “من الممكن اعتبار التهامى وحملته القمعية ضد حماس والاسلاميين هى الضحية الاولى للاتفاق المصرى القطرى، فيما قال مسئولون مصريون ليديعوت أحرونوت رفضوا الكشف عن هويتهم أن القرار يأتى فى رغبة لضخ دماء جديدة للتعامل مع الوضع الامنى الذى يزداد تعقيدا”.
وعن نتائج القرار، قالت يديعوت أحرونوت: “وليس من الواضح ما إذا كان إزالة التهامي قد يعكس تغييرا في السياسة، إلا أن القرار يزيل أكبر الأصوات من الصقور فى ادارة السيسى”.
هزة فى الحكومة المصرية !
صحيفة النيويورك تايمز علقت قائلة:”أثار خبر اقالة التهامى، تكهنات كبيرة حول هزة كبيرة تتعرض لها الحكومة المصرية”.
وأضافت النيويورك تايمز: “يعتبر التهامى وخالد فوزى من أنصار النهج المتشدد للأمن القومي مقترنا باتاحة مجال ضيق للحقوق السياسية، ولكن أي تغيير قد يحدث فى هذا المنصب يعتبر مهما، لأن رئيس المخابرات كان من بين أكثر الشخصيات نفوذا في مصر منذ تأسيس الجهاز فى عهد جمال عبد الناصر، ليتحول جهاز المخابرات خلال الستة العقود التالية من أداة للتجسس المحلى إلى أداة حيوية لها نفوذها فى السلطة السياسية فى مصر.
وعلقت صحيفة الواشنطن بوست على الخبر قائلة أن: “السيسى أطاح بمعلمه الأكبر لفترة طويلة من الزمن، والذى كان ينظر اليه باعتباره الرأس الكبرى للحملة الحكومية المتشددة ضد الاسلاميين والليبراليين عقب الانقلاب العسكرى الذى أطاح بالرئيس محمد مرسى”.
وقالت الواشنطن بوست حول أسباب الإقالة: “لم يكشف القرار الرئاسى عن أسباب احالة التهامى للتقاعد، إلا أنه ليس من الواضح الآن ما إذا كان إقالة التهامي قد يعكس تغييرا في السياسة مستقبلا”.
فشل مخابراتى وصراع أجهزة أمنية !
وحول أسباب الإقالة قالت النيويورك تايمز: “يأتي رحيل التهامى بعد حوالي أسبوعين من فشل محرج لجهاز الاستخبارات بعد نشر التسريبات الأخيرة للسيسى وكبار جنرالاته، وبعد حصول جماعة أنصار بيت المقدس على معلومات استخباراتية سرية حول تحركات كبار لضباط فى الجيش المصرى لتنفيذ هجوم فى شمال سيناء أسفر عن مقتل 31 جنديا على الأقل”.
الجدير بالذكر أن مصادر سيادية أمنية رفيعة المستوى قد كشفت أمس عن مفاجأة مذهلة، فى عملية تفجير مديرية أمن الدقهلية أن: « قيادات قطاع الأمن الوطنى يتحملون المسؤولية كاملة عن سقوط ضحايا فى حادث تفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية، وأن الانتحارى الذى ارتكب حادث التفجير مرشد يتعاون مع قطاع الأمن الوطنى، وسبق ضبطه عن طريق ضباط مديرية أمن القاهرة مرتين وأنه تم تجنيده عن طريق ضباط الأمن الوطنى فى قطاع شرق القاهرة».
النيويورك تايمز قالت عن التهامى أنه كان: “من أقرب مستشارى السيسى، حيث أشرف التهامى على تدريب وترقية تلميذه السيسسى فى جهاز المخابرات الحربية، الأمر الذى أدى الى قيام السيسى بتعيين التهامى رئيسا للمخابرات بعد الانقلاب لضمان ولاء الجهاز والتحكم فيه بشكل كامل قبل أن ينصرف نظره الى أى قضية اخرى”.
وأضافت التايمز: “انتهت المسيرة المهنية للتهامى عام 2012 بالعار، حيث اتهم بالفساد عندما كان رئيسا لهيئة الرقابة الادارية التى يسيطر عليها الجيش، وأقاله مرسى بعد تحقيقات للنيابة والبرلمان كشفت عن تواطئه مع مسئولين وأقارب فى نظام مبارك فى تهم فساد”.
وكانت الحكومة المحكومة من العسكر قد عينت التهامى رئيسا للمخابرات، وأعادته للعمل مرة أخرى بعد قيام مرسى بتحويله للتقاعد من منصب رئاسة هيئة الرقابة الادارية بتهم فساد.
دعوة هيكل بالثورة على النظام !!
وأتى القرار بعد أيام من دعوة محمد حسنين هيكل للسيسى، إلى ما سماه بـ “الثورة على نظامه”.
ولم يرد السيسى بشكل مباشر على هيكل، لكنه قال: “لا يوجد شيء اسمه نظام، يوجد شيء اسمه مصر، دولة مصرية، الشعب المصري ينتخب، يأتي رئيس يمسك دولة، وليس نظاما يتغير كل فترة، هي دولة مصرية، مؤسساتها إعلامها قضاؤها جيشها، كلها تعمل من أجل البلد، يتغير الشخص يأتي آخر يكمل بالدولة المصرية”.
وأضاف هيكل شارحا: “ينبغي على الرئيس عبد الفتاح السيسي القيام بثورة على النظام الذي ورثه، وينشئ نظاماً يتفق مع رؤيته خاصة أنه قادم برؤى جديدة، وسياسات مختلفة ستنفذها نفس الأجهزة القديمة”.
حماس وايران وحرب غزة !
وكان التهامى هو المنسق الاول مع الحكومة الاسرائيلية كممثل عن الادارة المصرية فى حرب غزة والمفاوضات بين حماس واسرائيل، وأتى قرار الاقالة بعد أيام من اعلان حماس فى العرض العسكرى للقسام شكرها لايران “شكراً ايران وقبل الجميع” مع بعض التفصيلات ذكرها ممثلون رسميون بحماس فى تصريحات كدليل على تقديم “إيران” للمساعدة سواء على التسليح أو التدريب.
زيارة التهامى للسعودية !
فيما استبعد محللون اقالة التهامى لاسباب صحية حيث كان التهامي في لقاء الأسبوع الماضي في السعودية، والتقى بولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ووزير الدفاع ومدير المخابرات، بحثا فيها عدة قضايا من أهمها العلاقة مع قطر حسب مصدر أمنى رسمى لصحف حكومية مصرية، وإصدار قوانين وتشريعات خاصة تتعلق بسبل مكافحة وتمويل الإرهاب، والسعي إلى وضع قائمة سوداء بأشخاص ودول في المنطقة، فضلا عن وضع استراتيجية أمنية متكاملة لمكافحة التطرف، والتعاون الشامل والتنسيق الدائم بين الأجهزة الأمنية بدول مجلس التعاون الخليجي ومصر في هذا المجال، وتطوير التعاون المعلوماتى الامنى بين القاهرة والسعودية حيث تسلم التهامى ملفا لعدد من المطلوبين المصريين الذين تم إلقاء القبض عليهم الفترة الأخيرة من قبل السعودية.
مشاركة الكاتب / اسماعيل عفيفي
المصدر / المرصد
