ويكيليكس العربية

تتداول الساحة السياسية السعودية جدلاً ساخناً حول الدور القطري في المنطقة وعلى الأخص العلاقات مع جهات تضمر العداء للسعودية ودول خليجية أخرى وتشير مصادر سعودية إلى أن هناك قلقاً رسمياً وشعبياً من علاقات قطر مع الإخوان المسلمين، وأنها وراء ارتفاع حدة نشاطهم المعادي لأنظمة خليجية.


وأضافت المصادر إن السعودية طلبت مراراً من قطر الحدّ من تحركات "بعض المشبوهين" داخل قطر، والذين يقومون بأعمال تمسّ الأمن الوطني السعودي، وأن السلطات السعودية قد مرّرت رسالة قبل أسابيع لأكاديمي قطري سعودي الأصل الالتزام بآداب الزيارة وعدم ممارسة نشاط سياسي إخواني على أراضيها وكانت زيارة الأكاديمي لايصال رسائل من القيادة القطرية للشيخ سلمان العودة الممنوع من السفر.

إعلامي سعودي أشار إلى أن ملتقى النهضة الثالث الذي تمّت محاولة عقده في الكويت ومنع بقرار رسمي منها هو من جدّد الضجة حول الدور القطري وقد تمّ الترتيب له عبر المشروع القطري (النهضة) ومعارضين ومستقلين سعوديين وبتأييد شخصي من ولي العهد القطري الشيخ تميم والذي أوفد مستشاره السياسي عزمي بشارة لإلقاء كلمة نارية، طالب فيها السعوديين بالثورة وحرضهم على قلب نظامهم، كما يؤكد الإعلامي السعودي !

ويعدّ ملتقى النهضة امتداداً لمشروع النهضة الذي أسسه القطري جاسم سلطان بإشراف ودعم من الحكومة القطرية، ويهدف إلى التبشير بثورات إسلامية إخوانية في العالم العربي ويقوم بتدريب شباب عرب وإعادتهم لأوطانهم لقيادة الثوار المحتملين، وبدا واضحاً نشاط النهضة في أحداث مصر واليمن الأخيرة.

ويشير الإعلامي إلى أن سلمان العودة أسّس دون إعلان رسمي "تيار النهضة" ويتأسى التيار بخطوات الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإخوانية في تونس، ويعمل بالقرب من قطر وكان تيار النهضة السعودي قد أرسل -حسب قول الإعلامي السعودي- العديد من القيادات الشابة لتونس حيث نظّم لهم حزب النهضة العديد من اللقاءات مع قيادات شبابية من الحزب.

ونشر الشيخ سلمان العودة كتاباً مهماً أثار لغطاً قوياً في الساحة السعودية وتضمّن الكتاب إسقاطات قوية ضد النظام السعودي وتشكيكاً في ثوابت يقوم عليها هذا النظام، وأهمها الحل والعقد، والبيعة للحاكم، ومعنى ولاية الأمر، ومشروعية المتغلب بسيفه.

وكانت السلطات السعودية قد منعت عرض كتاب "أسئلة الثورة" وتوزيعه في معرض الكتاب الذي عُقد في الرياض قبل أيام، لكن العودة وفي تحدّ واضح للحكومة سرّب كتابه عبر الانترنت وأتاحه مجاناً لمريديه. ويبدو أن الشيخ سلمان العودة يريد تحريك الساحة السعودية ودفع النظام للإصلاح لكن النظام السعودي يواجه العودة بالمزيد من التشديد والقوة ويبذل جهده في إسكات أصوات منتقديه لكنه لم يمس الشيخ سلمان العودة الذي كان قد قضى سنوات في السجن أثناء التسعينات من القرن الماضي بسبب موقفه من التدخل الأميركي في عملية تحرير الكويت كما تدعم السلطات القطرية الشيخ ناصر العمر، حيث قدّم أمير قطر دعماً سخياً لأحد مشاريع العمر واعتبرته أوساط سعودية دعماً للشيخ لتوسيع نفوذه داخل الساحة الدينية.

ويعرف عن الشيخين العودة والعمر علاقتهما مع جماعة الإخوان المسلمين، بل يردّد مسؤولون سعوديون أن الاثنين أعضاء في جماعة الإخوان لكن غير معلنين ويعتقد الاعلامي السعودي أن قطر تحاول السيطرة على الساحة الإسلامية في السعودية عبر الشيخين العودة والعمر، وأنها في الوقت المناسب ستحركهما ضد النظام السعودي ! لكن العديد من الفعاليات السعودية ممن استفسرت "ميدل ايست أونلاين" منهم عن صحة هذه المعلومات قلّلوا من هذه الادعاءات على الرغم من أنهم أبدوا شكاً في التحركات القطرية، بينما علّل بعضهم هذه التحركات بأنها طبيعية بحكم التقارب بين المجتمعين القطري والسعودي في المذهب.

وكانت قناة "الجزيرة" قد فتحت شاشاتها لناشطين سعوديين يعملون ضد النظام السعودي ومنتمين لجماعات تنشط في غرب السعودية وعرف عنها ليبراليتها وانفتاحها، كما عرف عن القطريين اهتمامهم ببعض رموز حجازية، بل وصل الأمر يوماً لمنع سفر أحد الناشطين الذين عرف عنه علاقته الطيبة بشخصيات قطرية، وكان العذر الرسمي هو ظهوره في قناة "الجزيرة" وقنوات إخوانية في لندن مدعومة من قطر.

ويشير الإعلامي الكويتي مشعل النامي إلى أن قطر تلعب دوراً غريباً في الخليج العربي. وضرب النامي مثالاً على تواجد المخابرات القطرية في دوار اللؤلؤة البحريني وتمويلهم لبعض المخربين البحرينيين. ومن جهته يشير إعلامي سعودي طلب عدم ذكر اسمه إلى أن السياسة القطرية لم تخلق أعداء لها في ليبيا أو سورية أو تونس فحسب، بل كان أعداؤها هم أقرب الناس لها في الخليج العربي، فمنذ عام 1996 وقطر تصنع دورها خارج السرب الخليجي لوقت طويل إلى أن حان اليوم الذي انضمت قطر للسرب ولكن لتقوده في مناطق أو تغضّ الطرف عن مواقف معينة داخل السرب لتمسكها بمصالح أعلى.

ومنذ أن أطاح الابن حمد بأبيه خليفة والابن يحمل مهمة وافق عليها العديد من القطريين، لعل أبرز مراحلها هي الخروج من الأسر السياسي السعودي. وكانت هندسة هذا الخروج مثيرة حيث اخترع القطريون قصة الخلاف الحدودي، ولم يكن الهدف أن يزاح البرميل الأمتار التي رغب فيها القطريون أو أن تعاد إلى الوراء، فقد كان الهدف هو الإعلان للعرب والعالم أن قطر خرجت من تبعيتها السياسية للمواقف السعودية بل تقف منفردة وبمساعدة أميركية هندسها السفير القطري في واشنطن وبموافقة وترحيب أميركي.

ويتابع الإعلامي السعودي انتقاده للدور القطري الموجه لبلاده ويصوره على أنه مؤامرة واهنة تراهن على ضعف النظام السعودي. فالتغيير في قطر بعد أن أُصيب الملك فهد الراحل بوعكة صحية أعاقته عن القيام بمهامه وفي الوقت الذي لم تكن هناك فيه قيادة سعودية قوية بدأ الدور القطري يتعاظم وبدعم أميركي التي أرادت استعمال قطر كمخلب قط في المنطقة.

ويشير الإعلامي إلى أن القطريين يراهنون على ضعف حكم العائلة السعودية وتلاشي قوتها على الأطراف، ويستعدون جيداً للعب دور قوي كبديل لآل سعود ووسط علامات الاستغراب يحاول الإعلامي السعودي إثبات حجته بقوله إن قطر بعد أن أتمّت السيطرة على العمل الإخواني عبر ضم الشيخ يوسف القرضاوي لآلتها الدينية والسياسية، قامت باقتحام ساحة الإسلاميين السلفيين والمستقلين في السعودية، وقامت بتحالف قوي مع الشيخ سلمان العودة.

وأورد الاعلامي دليلاً على ذلك أن العودة مثل مصالح القطريين في نواحٍ عدة في السعودية، وصل بعضها لقيامه بمهام وساطة بين أصحاب قناة رياضية وولي العهد القطري الشيخ تميم والذي زاره العودة لإقناعه بمنح حقوق البث التلفزيوني للدوري السعودي لكرة القدم الذي فازت به "الجزيرة" للقناة السعودية.

مشاركة العضو / سعد المري

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم