سمعَ مُعظم الناس حول العالم بأسامة بن لادن, مع أنه عاشَ على الأرض لِمُدة أربعة وخمسين عاماً تقريباً, على الرغم من ذلك, لا يعرف العديدون من هو أسامة بن لادن حقاً, فهنالك من يقولون انه كان مُجرد أنسان صالح, ويدعي أخرون أنه أرهابي ليس أكثر, في حين يعتبر البعض انه عالم ويجب بالتالي أن يُنصت له, فهل هذا صحيح؟
تخيل ان احداً طلبَ منك الذهاب الى موقف للباصات أو محطة للقطارات أو مرفأ للسُفن أو مطار يعج بالناس لتقلّ شخصاً لم تلتقه مِن قبل, أفلا يَسهل عليك التعرف اليه اذا حصلت على بعض التفاصيل عنه؟
مِن المُهم ان نتعرف على حقيقة المُهندس الراحل أسامة بن لادن, السبب؟ لأن القُران الكريم يقول في سورة ال عُمران الأية 18: " شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط ", أي بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة وثلث بأهل العِلم وهو شرفاً وفضلاً ونُبلاً, ويقول سُبحانه وتعالى أيضاً في سورة المجادلة الأية 11: " يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ", وفي سورة العنكبوت الأية 43: " وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ", وفي سورة النساء الأية 83: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا".
جانب مِن بطاقة هوية أسامة بن لادن بحسب أجهزة المُخابرات الغربية:
ولد أسامة بن محمد بن عوض بن لادن في الرياض بالمملكة العربية السعودية في العاشر من مارس اذار سنة 1957 م, من اب يمني حصل على الجنسية السعودية وقد ورث أسامة حوالي 30 مليون دولار مِن عائلته الثرية التي تعمل في مجال البناء, واثيرت عليه قضية بأنه مُسلم متدين وهابي.
درسَ اسامة بن لادن الأقتصاد وادارة الأعمال في جامعة الملك عبد العزيز, وتُشير اليه بعض التقارير أنه حصلَ على شهادة البكلوريوس في الهندسة المدنية سنة 1979 م, وعلى شهادة البكلوريوس في الأدارة العامة سنة 1981 م, ثُم كلفَ نفسه عناء "تفسير القُران والجهاد" والعمل الخيري, اما هوايته فكانت القراءة وكتابة الشعر وكُرة القدم.
بحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي فأن أسامة بن لادن شخص طويل القامة بين 193-198 سم ووزن 75 كغم, وكانَ ذو بشرة زيتونية, أعسر الكِتابة, ويرتدي العمامة البيضاء, ويمشي بِعُكاز. ووفقاً لمايكل شوير ضابط المُخابرات في وكالة الأستخبارات المركزية, والذي كُلفَ بِمُطاردة أسامة بن لادن, فأن بن لادن أرادَ أستعادة "الشريعة الأسلامية" وبالتالي أعتقدَ بأنه " سيتمكن مِن أستعادة الأمور في نصابها الصحيح", وأعتقدَ بن لادن ايضاً بوجوب مُعارضة البدائل مثل "الأشتراكية والشيوعية والديمقراطية والقومية العربية"
بِالأشتراك مع "الجهاد العَنيف", كما أعتقدَ بأن أفغانستان تحت حُكم طالبان تُمثل "الدولة الأسلامية الوحيدة في العالم الأسلامي", وأعتقدَ أيضاً بوجوب درء الظُلم الذي ترتكبته الولايات المتحدة الامريكية ضد المُسلمين مع ضرورة القضاء على "دولة اسرائيل", كما دعا الأمريكيين الى نبذ الأعمال المُنافية للأداب مثل الزنا, الشذوذ الجنسي, القمار والربا في خِطاب أكتوبر تشرين الأول سنة 2002 م, كما حذرَ بن لادن من "المؤامرة اليهودية العالمية" وقال عنهم: " هؤلاء اليهود هم سادة الربا والشيري الثالث - أي أصحاب الجرائم القانونية-", كما ادرجَ الشيعة ضِمن " أعداء الأسلام الرئيسيين الأربعة " في طبقات عقيدة " تنظيم قاعدة الجهاد العالمي".
أهم الأراء العلمية لأسامة بن لادن:
1- رفض الأغاني والموسيقى لأسباب دينية ونفسية.
2- رفض الماء المُبرد ومكعبات الثلج والمشروبات الغازية لأسباب صحية, في وقت بدأت فيه العديد من البُلدان الأوروبية فعلياً بحضر الماء المُبرد وبيع المشروبات الغازية في الأماكن الحكومية كالمدارس والمُستشفيات لأسباب صحية كأنتشار ظاهرة السمنة وضُعف الأسنان وتسوسها الخ.
3- أسباب وحلول ظاهرة الأحتباس الحراري - أسامة بن لادن -السبيل لأنقاذ الأرض: " هذه رسالة الى العالم أجمع, عن المتسببين في التغير المناخي وأخطاره بقصد أو بغير قصد, وما يجب علينا فعله, ان الحديث عن التغير المناخي ليس ترفاً فكريا وانما حقيقة واقعة, لا يضيرها ان يشوش عليها بعض الجشعين من اصحاب الشركات الكُبرى, فأثار الأحتباس الحراري قد عمت جميع قارات الدنيا, فالقحط والتصحر والرمال تزحف من جهة, ومن جهة اخرى الفيضانات والسيول الجارفة والأعاصير الكبيرة,
والتي كانت لا تُرى الا في كل بضعة عقود مرة, اصبحت تتكرر كُل بضع سنوات, فضلاً عن الجُزر التي تغرق في صمت وهدوء تحت مياه المحيطات, والوتيرة تتسارع ... وحديثي هنا ليس عن الحلول الجزئية للتقليل من أضرار الأحتباس الحراري, وانما حديثي للبحث عن حل للأزمة من جذورها, فبين يدي العالم سجلات لأعداد هائلة من ضحايا التغير المناخي, فمنهم من ماتوا جوعا, وأخرون ماتوا غرقا, ففي العام الذي اكد فيه هانسن كبير خُبراء وكالة ناسا خطورة الأحتباس الحراري, ماتَ في الفيضانات في بنغلادش وحدها 140,000 ألفا وشردت 24 مليونا, ومن يومها قوافل ضحايا التغير المناخي مُستمرة, فلا بُد من تحديد المُتسببين لها وكيفية التعامل معهم, أن جميع الدول الصناعية ولاسيما الكُبرى تتحمل مسؤولية أزمة الأحتباس الحراري الا ان مُعظمها قد تداعت الى أتفاقية كيوتو ووافقت على الحد من انبعاث الغازات الضارة,
ولكن بوش الأبن ومن قبله الكونغرس رفضوا هذه الأتفاقية أرضاءً للشركات الكُبرى, فهؤلاء هم الجُناة الحقيقون على المناخ العالمي, وليست هذه أول جرائمهم بحق البشرية, فهؤلاء أنفسهم كانوا وراء الأزمة المالية العالمية الراهنة, وهم أنفسهم وراء المُضاربة والأحتكار وأرتفاع الاسعار في أرزاق العباد, وهم أيضاً وراء العولمة وتبعاتها المأساوية.. فهؤلاء لا يُجدي معهم الكلام او المؤتمرات أو المُظاهرات.. لذا تتضح الحقيقة المُرة وهي أن العالم مُختطف من قبل الشركات الكُبرى تسير به نحو الهاوية.. واني اضع بين ايديكم عدداً من الحلول وهي :
أولاً / ان فساد المُناف فرعاً عن فساد القلوب والأعمال وهناكَ أرتباط وثيق بين الفسادين, ومعلوم ان الله تعالى قد عاقب اقواما بالطوفان على فساد قلوبهم واعمالهم ومعصيتهم لله تعالى وكان منهم فرعون وقومه..
ثانياً / أن نقتصد في كل امورنا ونجتنب الترف والسرف ولاسيما في الأكل والمشرب واللباس والسكن والطاقة,
ثالثاً / ان عوادم المصانع تتوقف بتوقفها والسبيل الى ذلك سهل ميسور بايديكم فعجلة الأقتصاد الأمريكي كعجلة الدراجة الهوائية فأن فقدت حلقة من حلقات زنجيلها تعطلت عن السير وان من حلقات عجلة الأقتصاد الأمريكي المواد الخام وراس المال وحلقة المُستهلكين وبأمكاننا التأثير على هذه الحلقات بنسب متفاوته, الا ان الاخيرة اكثرها ضعفا وقُدراتنا للتأثير عليها أكبر فاذا توقفت شعوب العالم عن أستهلاك البضائع الأمريكية أزدادت هذه الحلقة ضعفا مما يؤدي الى تخفيض الغازات الضارة,
رابعاَ / يجب محاسبة ومعاقبة أصحاب الشركات الكُبرى ووكلاءهم من السياسيين ليكفوا عن البشرية أضرارهم, وهذا أمر مُيسر للشعب الأمريكي وخاصة للمتضررين من أعصار كاترينا والعاطلين عن العمل بسبب الأزمة الأقتصادية..,
خامساً / ينبغي علينا الأمتناع عن التعامل بالدولار والتخلص منه بأسرع ما يُمكن وانني اعلم ان لهذا الفعل تداعيات عِظام وتبعات جِسام الا انه سبيل مُهم لتحرير البشرية من الرق والتبعية لأمريكا وشريكاتها.. ولا يخفى على العارفين بالعلوم العسكرية والسياسية والأقتصادية والأجتماعية ان نجم أمريكا الى أفول وأقتصادها الى ذبول وسفينة الدولار تغرق والسعيد من وعظَ بغيره..
اما المجاهدون فسيواصلون بأذن الله في قتالهم للضالمين في العراق وأفغانستان أحقاقاً للحق وأبطالاً للباطل ونُصرة للمسلمين ولاسيما في فلسطين ودفاعاً عن المُستضعفين والمنكوبين في اسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية الذين لا حول لهم ولا قوة ,
مشاركة الاستاذ / ايهاب سليم
