ويكيليكس العربية

كل شيء في وزارة الكهرباء والطاقة قابل للخراب، هكذا تبدو قراءة ملامح الصورة التي تشكلت بفعل اتساع مساحة العبث والفوضي بدون ضابط أو رابط، الأمر الذي تبعه بالضرورة عدم القدرة علي تفسير الأسباب والمآرب التي تقف خلف ما يجري من ممارسات تدعو للعجب في هذا القطاع الخدمي ويدعو أيضاً إلي البحث عن خبراء لديهم القدرة علي فك شفرة الطلاسم والألغاز التي تحيط بكل ما يتعلق بتلك الوزارة التي يتربع علي عرشها حسن يونس وتتعرض الهيئات والشركات التابعة لها لأبشع عمليات التخريب العمدي أمام سمع وبصر جميع الجهات الرقابية.



وعلي رأس تلك الهيئات كهربة الريف التي جري اغتيالها في الظلام، تمهيداً لدفنها واستخراج شهادة وفاتها والوزير يعلم تفاصيل ما جري وشارك فيه، وبغض النظر وكأن شيئاً لم يحدث، بل وصل الأمر إلي أن كبار موظفي مكتبه يقومون بجلب الوجبات الساخنة من المحلات الشهيرة «كباب وكفتة وخلافه» علي نفقة الهيئة المنكوبة، وكأن مالها سايب بلا صاحب ولا يخضع لأي نوع من الرقابة.

كنا كشفنا عن الأسلوب الذي يتم إهدار أموال كهربة الريف من محلات فايف ستارز، وقد حصلت علي وثائق أخري عن وجبات غذاء من محلات الحاتي قيمتها 9 آلاف جنيه، وافق علي شرائها، وصرف الفاتورة من كهربة الريف، وكيل وزارة الكهرباء لشئون مكتب الوزير، إضافة إلي الحصول علي المدخرات الخاصة بالعاملين بطرق ملتوية، الأمر الذي يهدد مصير 300 مليون جنيه تم استقطاعها من العاملين بالهيئة عبر عشرات السنين، المعروفة «بصندوق نهاية الخدمة»، قام المسئولون بالهيئة بعد قرار حلها بالتأمين لدي شركة مصر للتأمين في وثيقة، بغرض مساواة من دفع ومن لم يدفع سوي بضعة شهور، باعتبار أن تلك الأموال غنيمة للمحظوظين من القيادات.

ويكيليكس العربية

المثير أن محمد مرسي رئيس النقابة العامة للخدمات تورط في الموافقة علي ذلك، أقصد انهاء الهيئة وتوزيع عمالها علي بقية الشركات، وما أن فجرت فضيحة محاولات اختطاف أموال صندوق العاملين بطرق مريبة، انفجرت الأوضاع من قنا ونجع حمادي إلي ديوان عام الوزارة، ودبت المظاهرات التي تحدثت عن العلاوات التراكمية، لأن سياسة الوزير ومعاونيه، أعطته الجدد من العاملين رواتب تفوق الأقدميات التي مر عليها عشرات السنين عن طريق التلاعب في الأساس.

لكن أكثر المشاهد إثارة في قضية هيئة كهربة الريف أن الجهاز المركزي للمحاسبات رصد العديد من الملاحظات التي تؤكد وجود مخالفات سيئة، ولم يستطع أحد أن يرد عليها، الأمر الذي دفع إلي تصاعد الأزمة، فتشكلت لجنة لمناقشة ما ورد في تقرير الجهاز المركزي للوقوف عن الحقائق المتعلقة بالتلاعب في أموال الصندوق، وجري تشكيلها بمعرفة الوزير نفسه وبتعليمات مباشرة، وضمت كل من عماد مندور- خضر خليل- عادل الشاذلي وآخرين، ولم تنته من إعداد تقريرها، ولا أحد يعلم الأسباب، لكن المعلومات المتسربة من مكتب حسن يونس تشير إلي أنه ينوي تقديم الأمر برمته إلي النيابة العامة، للتحقيق مع المتورطين، خاصة بعد علمه بأن عددا من القيادات التي خرجت من الهيئة وعملت في شركات أخري، مثبتون في شركة مصر للتأمين بأنهم في إجازة بدون راتب، تمهيداً للحصول علي المكافأة كاملة أثناء الخروج علي المعاش، وهي 50 شهراً من وثيقة التأمين «نهاية الخدمة».

ويكيليكس العربية

ولأن الأمور تسير في إتجاه الخراب وعدم الأخذ في الاعتبار بالقوانين واللوائح، جري نقل بعض الموظفين من أماكن عملهم وتم اكتشاف ذلك بالصدفة من خلال الكشوف، ومنهم من يتولون مواقع نقابية، جري ذلك رغم مخالفته للقانون رقم 35 الذي ينص علي عدم جواز نقل عضو اللجنة النقابة من مقر عمله إلا بناءً علي طلبه أن أكثر الأشياء لفت للانتباه هي مستحقات هيئة كهربة الريف لدي الشركات التابعة للوزارة التي يتم «الطناش» عنها لأسباب معلومة، وهي أن أموالها غنيمة، لاخراج الشركات الأخري من العثرات المالية.

كل هذه الأمور وغيرها التي تجري علناً في مقطم قطاعات وزارة الكهرباء لا تظن أنها بعيدة عن علم حسن يونس، وإذا كان لا يعلم فهذه مصيبة أخري لأن الوزير الذي لا يتغير مهما تغيرت الحكومات وتبدلت الأسباب والظروف في هذا البلد هو المسئول السياسي بحكم منصبه عن كل ما جري ويجري سواء في الديوان العام بوزارته فرجال مكتبه ينفقون علي الحفلات وولائم المأكولات من الأموال العامة المملوكة للهيئة التي يجري تخريبها أو في الشركات لأنها جميعاً تخضع لاشرافه المباشر، وهو الذي يقوم برسم وإقرار السياسات فيها.

حسن يونس الذي يعد واحداً من أبرز رجال «مبارك» ونظامه وأمانة سياسات نجله في محك عملي الآن، إما مباركة ما يجري أو وضع الأمور في نصابها وإنقاذ الهيئة المنكوبة، وأموالها المنهوبة.

مشاركة العضو / محمد عبد اللطيف - شركة جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء - الادارة العامة بكهرباء الريف بالمنوفية

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم