ما من وسيلة أمام المعتقل السياسي لتحسين شروط اعتقاله سوى الإضراب عن الطعام، غير أن قضية الاعتقال السياسي ليس معنيا بها المعتقل لوحده، بل هي من مهام النضال خارج أسوار السجن بكل الأشكال. بدء من لجان التضامن وحملة للتضامن الوطني والدولي، وبالتأكيد خوض أشكال احتجاج لحمل الدولة على تسريح المعتقلين واحترام الحريات السياسية...
شملت الاعتقالات في الفترة الأخيرة، بالإضافة للقمع الوحشي والتعذيب وتشويه المحتجين وغيرها من أشكال خنق الحريات، مجمل حركة الاحتجاج، وبشكل خاص الشباب المناضل سواء التلاميذ أو الطلاب أو المعطلين أو شباب حركة 20 فبراير المناضلة من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. تلتها محاكمات صورية وأحكام قاسية، وظروف سجن سيئة.
أمام إهدار الكرامة الإنسانية للمعتقلين ومصادرة حريتهم من طرف عدالة الاستبداد، لم يجد المعتقلون وسيلة للدفاع عن حقوقهم المهدورة سوى الإضراب عن الطعام، لكن الدولة تجاهلتهم، لا بل ضربت الحصار حولهم، وتضغط بشتى الطرق، بما في ذلك على العائلات، لإجبارهم على وقف إضرابهم عن الطعام. فعامل مدينة تازة مثلا رفض استقبال لجنة التحقيق حول الأحداث التي شهدتها المدينة مؤخرا. والمنبثقة عن الائتلاف المغربي لهيئات لحقوق الإنسان. كما منعها من زيارة المعتقلين خلال هذه الأحداث والمضربون عن الطعام.
تشهد ثلاثة سجون إضرابات عن الطعام(تازة وفاس وأسفي)، وهناك معتقلون بمدن عدة منهم من يتابع في حالة اعتقال، وآخرون في حالة سراح، ولا زالت الاعتقالات تجري في كل أنحاء البلاد في صفوف المحتجين سواء في إطار حركة 20 فبراير أو في إطار حركة النضال من أجل الشغل أو النضال الطلابي، أو النضال الشعبي بخاصة ضد هدم البنايات السكنية وضد الغلاء. آخر هذه الاعتقالات جرت في مدينتي بني بوعياش و إمزورن شمال المغرب منها حتى الآن 23 معتقلا، والحصيلة مرشحة للارتفاع.
معتقلون بسجن أسفي مضربون عن الطعام (الشغل و20 فبراير)، اثنان (الكندي عبد الكريم و الفدادي عبد القادر) منذ يوم 30 يناير، وأربعة (أكاضيل عبد الجليل وهشام التأني وثعبان علي و مرتاب عمر وعادل زيد) منذ 20 فبراير. المضربون في حالة صحية مزرية، فثعبان علي وعبد الجليل أكاضيل يتغوطان الدم، وصحة المهيلي ياسين الذي فقد القدرة على المشي وعلى النطق متدهورة، ولم ينقل للمستشفى حتى الآن.
راسلت العائلات وزير العدل ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان والتقى به ممثلون عنها دون جدوى. لذا قرر المعتقلون، في خطوة تصعيدية، الامتناع عن الخروج لملاقاة عائلاتهم. هذا وقد توصل المعتقلون يوم 09 مارس الجاري بتاريخ جلسة الاستئناف (28 مارس)، وهم محرومون حتى الآن من الرعاية الصحية ومن العلاج الضروري ومن الاستشفاء عند الضرورة. وجدير بالذكر أن قمع النضالات التي خاضتها ساكنة مدينة أسفي من اجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية قد خلف شهيدين (كمال العماري و محمد بودروة) واعتقال 16 من الشباب المناضل.
حياة عز الدين الروسي (اليوم 85 من الإضراب المفتوح عن الطعام يومه 12 مارس 2012، ومضرب عن الماء منذ الخميس 26 يناير 2012، وهو حاليا بالمستشفى مند 04 مارس الجاري) المعتقل بسجن تازة الذي دخل في إضراب مفتوح عن الطعام، أصبحت في خطر، كما أنه تعرض للتعذيب. وأربعة من رفاقه في سجن عين قادوس بفاس، وهم محمد الزغديدي ومحمد فتال ومحمد غلوط وابراهيم السعيدي مضربون أيضا عن الطعام منذ 23 يناير 2012 تضامنا مع رفيقهم.
فاس:المعتقلون السياسيون الأربعة (محمد غلوط،محمد الزغديدي،إبراهيم السعيدي و محمد فتال) اليوم 50 من الإضراب المفتوح عن الطعام في سجن عين قادوس. حالة المضربين جد متدهورة، غلوط غير قادر على الحركة، الزغديدي و السعيدي يتقيآن الدم: إنها جرائم ترتكب في حق المعتقلين بدم بارد من طرف تلامذة جلادي سنوات الرصاص.
تازة: محمد غلات معتقل انتفاضة تازة المجيدة يخوض معركة الأمعاء الفارغة منذ 14 فبراير2012.
الراشيدية: من سجن توشكا سيء الذكر، دخل كل من هشام صلاح، وعبد اللطيف الادريسي وعليوي الغالي في إضراب مفتوح عن الطعام منذ الأربعاء 22 فبراير 2012
الأربعاء 29 فبراير 2012:التحاق يوسف أحجيج بالمعركة في سجن تازة.
الاثنين 05 مارس 2012: التحاق طارق حماني بمعركة الأمعاء الفارغة.
يوم (24 فبراير) دخل كلاً من محمد لعبيد و عبد الله بلاج معتقلا موقع أكادير في إضراب لمدة 3 أيام تضامنا مع الرفاق المضربين.
تضامن متواضع يقتصر عموما على العائلات وعلى الأشكال الاحتجاجية التي تقوم بها. عدا ذلك هناك لجان محلية للتضامن مع المعتقلين مشكلة من منظمات سياسية وجمعوية. كما نظمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان اعتصاما وإضرابا عن الطعام ليوم واجد تضامنا مع المعتقلين السياسيين، وللمطالبة بإنقاذ حياة المضربين عن الطعام، وتسريح كافة المعتقلين.
معركة المعتقلين هي معركة حركة النضال كافة، فالقمع والاعتقال لا يستثني أحدا، والدولة تريد استعادة هيبتها عبر تمريغ كرامة المناضلين وإذلالهم و بالتالي ترهيب الشعب المغربي الكادح ورده للاستكانة والخوف، وللحياة الرتيبة البئيسة التي نهض للقطع معها طلبا لحقوقه الأساسية الشامة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
إن تأسيس لجان التضامن مع المعتقلين والنضال من أجل تسريحهم في كل مكان، و تنسق جهودها في حملة وطنية للدفاع عن الحريات السياسية، مسؤولية كل القوى المناضلة و كل أحرار هذا الوطن. فلنجعل من معركة المعتقلين السياسيين مناسبة للتشهير بنظام الاستبداد و بكل خدامه "من أجلنا اعتقلوا ومن أجلهم نناضل"
مشاركة / الحاج سليم
