الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يتحدث بجدية وصلت حدود الكآبة. لذا فإن قوة محتوى خطابه تتضاعف بالأثر النفسي الذي تخلفه طريقة الإلقاء.


المحتوى؟


"الإصلاح أو التدخل الأجنبي" شعرت بالرعب لأنه لم يبق إلا خياران.

ما قاله بوتفليقة يليق أن يقوله حسين آيت احمد. المعارض التاريخي لنظام الحكم في الجزائر. لكن أن يصدر هذا عن الرئيس الجزائري، السياسي الخبير والمحنك، فهذا إنذار بخطر جارف. وقد كان التصريح ساعات قبل نزول طائرة هيلاري كلينتون على أرض الجزائر.

لمن يوجه بوتفليقة خطابه؟

ليس إلى الخارج على كل حال. فمطلب الإصلاح مسلم به، وهيلاري ستعيد التأكيد عليه. وهي شديدة الاهتمام بالجزائر، حيث احتياط النفط والغاز أكثر من ليبيا. وبوتفليقة يدرك أنه إذا حصلت قلاقل في بلاده لن تستفيد من وضع سوريا، سيكون التدخل الأجنبي كارثة على المنطقة.

أعتقد أن الرئيس الجزائري يتحدث إلى جنرالاته الذين يعرفون أن الإصلاح سيغير قواعد اللعبة السياسية في البلاد. لقد جربوا إصلاحا يشبه الماكياج. وخلصوا إلى أنه لابد من إصلاح حقيقي لإن الاصلاح الضيق الذي يعمل على المحافظة على الوضع القائم تجاوزته المرحلة.

كيف يمكن القيام بإصلاح دون السماح بحزب يمثل تيار الجبهة الإسلامية للإنقاذ؟ ودون انتخابات شفافة؟

كيف يمكن القيام بإصلاح دون تغيير الأولويات وتحسين العلاقات مع المغرب؟ مع فتح الحدود ليزداد النمو السنوي بنقطتين؟

هذه أسئلة ملحة في عالم يعيش أزمة غير مسبوقة. لم تعد الأنظمة تملك الموارد لتوزيعها ولشراء الهدوء، ولم تعد الحكومات تسيطر على وسائل الإعلام لتضليل الناس. أزمة ستقود لتغيير الكثير من قواعد اللعب. والشعوب لم تعد تستطيع تحمل القهر والاستغباء.

يخطب الرئيس الجزائري وعينه على المغرب. هنا قرأ القصر الملكي المرحلة وأخرج رجاله الأساسيين من المشهد الحزبي إلى البلاط لتكون للانتخابات مصداقية. وحين وصلت هيلاري للرباط كان الملك في عطلة خارج المغرب والوزير الأول في مؤتمر عن القدس في الدوحة. الأمور مستقرة، والمغرب يحرج الجزائر بعروض متوالية لتحسين العلاقات الثنائية. ومن باب تلطيف الجو طلب بنكيران من الجزائريين إذا استمروا في رفض فتح الحدود أن يسمحوا للمغاربة على الأقل بالمرور إلى تونس.

يدرك بوتفليقة أنه لا مناص من فتح الحدود. وهذا ما قاله وزير داخليته. لكن جنرالات الجزائر يفسرون ذلك كنصر للمغرب. يدرك بوتفليقة أن سياسة العناد أودت بالقذافي. لكن جنرالاته يشبهون القذافي في تفكيره وقد دعموا ملك ملوك أفريقيا بالسلاح حتى آخر لحظة.

الربيع الأمازيعربي (أمازيغي عربي) أسقط القذافي وقرب تونس من المغرب وعزل الجزائر التي راهنت على القذافي حتى آخر لحظة. صعود الإسلاميين في المغرب، وصعودهم في الجزائر خلال انتخابات ماي 2012 سيوفر فرصة للمصالحة بين الجارين. وهذا سيبعد التوقعات السيئة التي دفعت بوتليقة ليخطب بقلق رهيب.

.

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم