لاحظ مراقبون اللغة الحادة التي تحدث بها العاهل البحريني الملك حمد آل خليفة عن الموقف الكويتي إزاء الاحتجاجات التي شهدتها بلاده في شهر فبراير من العام الماضي، حين أشار في حديث نشرته (إيلاف) إلى أن مواقف البعض في الكويت خلال الأزمة كانت "خائبة وخاوية". وقال الملك في جلسة خاصة حضرتها (إيلاف)، مع مجموعة رجالات الحرف والحرفة، في قصر الصافرية، إن التردد الكويتي خلال الأزمة كان مستغرباً، معيداً التذكير بموقف بلاده التي لم تتردد في نصرة الشعب خلال الأزمة الكويتية.


وهذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها تصريح رسمي يعبّر عن استياء المنامة من الموقف الكويتي المتردد خلال احتجاجات فبراير الشهيرة، إذ حاولت الكويت التملص من ارسال قواتها للمشاركة في قوات درع الجزيرة، الأمر الذي أثار تساؤلاً واستياء صامتاً في أكثر من دولة خليجية، حتى جاءت خطبة الملك البحريني لتضع النقاط على الحروف.

وتعود تفاصيل الأزمة الصامتة بين البلدين إلى العام الفائت حين طلبت البحرين تدخل قوات درع الجزيرة لحماية بعض المنشآت الحيوية في المنامة، وشاركت دول مجلس التعاون باستثناء الكويت، التي ترددت خشية استفزاز أفراد الطائفة الشيعية الذين يمثلون نحو ثلاثين في المئة.

وحسب مصادر خليجية، تحدثت معها (إيلاف)، فإن الكويتيين بعد التردد وافقوا على إرسال كتيبة من القوات الخاصة لكن ما أثار حفيظة مسؤولين بحرينيين هو أن معظم أفراد هذه الكتيبة كانوا إما شيعة متعاطفين أو من أصول إيرانية، الأمر الذي جعل البحرين ترفض مشاركتهم.

لماذا ترددت الكويت؟ الإجابة رسمياً "بسبب عدم وجود اتفاقية أمنية بين البلدين"، على حد تعبير مصدر كويتي مطلع. ويضيف: "حاولنا إرسال وفد طبي لكن لم يسمح له بالدخول".

بالعودة إلى المنامة، فإن المسؤولين هناك تلقوا خلال الأزمة طلباً كويتياً باستقبال وفد طبي للمشاركة في الإسعافات الأولية للجرحى. وجاء الوفد عبر الأراضي السعودية إلى جسر الملك فهد بغية الدخول إلى المنامة من هذا المنفذ البري الوحيد، ليأتيهم الجواب بأن عليهم الانتظار حتى الحصول على موافقة للدخول.

ويعود السبب في ذلك، حسب مصادر وثيقة الاطلاع، إلى أن الأجهزة الأمنية السعودية التقطت مكالمة من أحد أفراد الوفد إلى أشخاص في المنامة يخبرهم بأن الوفد آتٍ لمساعدتهم قريباً، إضافة إلى أنهم كانوا يحملون معهم عدداً كبيراً من أجهزة الايفون، وأجهزة إرسال متطورة، ما يعني أن "مهمتهم ليست طبية فقط"، على حد تعبير مصدر أمني تحدث لـ(إيلاف). وانتظر الوفد الطبي في بلدة (الثقبة)، جوار مدينة الدمام، حتى أمر أمير منطقة الشرقية محمد بن فهد بخروجهم من الأراضي السعودية فوراً.

وحسب مصادر مطلعة فقد اكتشفت أجهزة أمنية خليجية تواجد إيراني في الكويت، حيث اختارتها طهران أن تكون مركز تجسّسها على دول الخليج، ومقر انطلاق عملياتها.

ويفتح العتاب الملكي الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، إذ ستكون مفتوحة أمام كل الاحتمالات سلباً وايجابا، إلا أن مراقبين يبدون تفاؤلاً في تجاوز هذه الأزمة، خصوصاً مع حكومة كويتية جديدة، تتمتع بقبول رسمي في كافة العواصم الخليجية.

ويتفق الكبار، وهم أميركا وبريطانيا والسعودية، على أن بقاء البحرين مستقرة ضرورة استراتيجية للأمن في المنطقة، إلا أن ما يقلق الجميع في هذه المملكة الصغيرة، من سائقي التاكسي إلى موظفي الحكومة، ورجال الشريعة، والشرعية، والشرع، والشارع، هو اندلاع أعمال عنف جديدة قد تعرق الحياة الاقتصادية في المملكة.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي الصدام بين الحكومة والمعارضة الى صدام طائفي قد يؤدي بدوره الى صدام قبلي طائفي، حيث إن لسكان البحرين السنة، امتدادات عائلية وقبلية ضخمة في الساحل الشرقي للسعودية ودول الخليج.
.

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم